“مغامرة” لنتنياهو في الجنوب.. قبل الخامس من تشرين؟

وضع مسرح المواجهات في الجنوب بين حزب الله والعدو الإسرائيلي تحت المجهر الداخلي والدولي في ضوء ارتفاع منسوب التهديدات التي يطلقها بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الكيان الصهيوني بتوسعة الحرب مع لبنان ظناً منه ان ذلك سيعطي تطمينات لسكان مستوطنات الشمال ويشجعهم على العودة، حيث يقال ان الزيارة التي قام بها المبعوث الأميركي اموس هوكشتاين الى تل أبيب لم تنجح في تحقيق الغاية المرجوة منها وهي لجم اندفاعة إسرائيل نحو توسيع حربها على حزب الله، فعلى الرغم من نصائح المبعوث الأميركي بعدم تصعيد المواجهات، أصرّ نتنياهو على أن إسرائيل لن تعيد السكان إلى “الشمال” من دون تغيير الوقائع العسكرية.

من هنا يبدو اننا سنكون أمام شهرين عصيبين وخطيرين، حيث يتوقع أن يقدم نتنياهو في المدة الفاصلة عن الخامس من تشرين الثاني المقبل موعد حصول الانتخابات الأميركية الى تصعيد الوضع الميداني في الجنوب وهو ربما يلجأ وفق المعلومات الى تصعيد عسكري متدرج يأخذ شكلا أفقيا، بحيث يخلق منطقة محروقة ومدمرة بشكل شبه كامل، محاولا وضع معادلة الجنوب مقابل الشمال، بمعنى ان النازحين من قرى الجنوب يعودون الى مناطقهم بالتزامن مع عدوة المستوطنين الى مستوطناتهم، وهو يعتقد انه من خلال هذا العمل المتهور سيؤمّن الأمن والآمان للمستوطنين، متجاهلا ان أعداد هؤلاء سيزداد أضعافاً مضاعفة، كون ان خطوته هذه لن تكون نزهة وان المقاومة متيقظة لكل السيناريوهات التي يمكن أن تخطر ببال نتنياهو ومعه المؤسسة العسكرية التي تحاول الهروب من هذا الخيار لاعتبارت تدركها هي جيدا ومنها ان غالية الجيش أنهكته حرب غزة وهو متعب الى أبعد الحدود، ناهيك عن قدرة المقاومة في مواجهة أي هجوم مهما كان نوعه وحجمه.

ان إسرائيل قد تلجأ الى عمل عسكري على مساحة واسعة في الجنوب، غير انه مهما حصل لن يحقق ذلك أي من أهداف نتنياهو، وان التكلفة ستكون باهظة على المستوى الإسرائيلي في ظل التخبط السياسي الموجود، والاهتراء العسكري، والانهيار الاقتصادي الذي بلغ الذروة.

وفي هذا السياق، يرى مصدر وزاري ان نتنياهو المحشور في الزاوية من غير المستبعد أن يقدم على مغامرة الحرب الواسعة التي ستكون بالنسبة الى إسرائيل مكلفة جدا على كل المستويات، وان العمق الإسرائيلي لن يبقى في منأى عن مسيّرات المقاومة وصواريخها، فالصاروخ اليمني الذي وصل الى محاذاة مطار بن غوريون يوجد منه الكثير إضافة الى صواريخ أخرى ستفاجئ ليس تل أبيب وحسب بل العالم بأسره.

 

You might also like