“لو” ميشال عون… جو خوري

لو قبلوا معه بإقفال المرافئ والمرافق غير الشرعية وفتح المعابر بين اللبنانيين منذ العام ١٩٨٨، لما كنا وصلنا إلى حرب إلغاء الشرعية من قبل الميليشيات.
لو قبلوا بتعديل “فاصلة” الطائف ١٩٨٩، لما كنا وصلنا إلى إحتلال سوري دام ١٥ سنة.
لو سمعوا منه في تشرين الثاني ٢٠٠٤ عندما وجّه رسالة رسمية للأحزاب والفعاليات اللبنانية وللدولة السورية للاشتراك بحوار سعياً للوصول إلى اتفاق حول الانسحاب السوري من لبنان يشكّل مخرجاً مشرفاً للجميع، لما كان اغتيل رفيق الحريري ولا كنا وقعنا في ٨ و١٤ آذار.
لو وصل هو الرئيس المستحق في العام ٢٠٠٨ لما كان انهار الوطن.
لو قبلوا بخططه وقوانينه الإصلاحية،
لو أقروا مراسيم النفط والبدء بالتنقيب بوقتها،
لو قبلوا بقراره إقالة رياض سلامة،
لو مشوا منذ البدء مع شركة كرول للتدقيق الجنائي،
لما كانت المصارف سرقت أموال المودعين، ولا مصرف لبنان وحاكمه ومعاونيه قد نهبوا الفجوة بالمليارات، ولا ديوان المحاسبة ينام على ٢٧ مليار دولار ضائعة، ولا المدعي العام المالي يُؤمر ولا يأمر.
لو مشوا بالعدادات الذكية والبطاقات البيومترية ورفع الدعم تدريجياً، لما كنا اليوم من دون كهرباء، ولا ضمان صحياً واجتماعياً.
لو دعموه في موقفه من رفض النزوح واللجوء والتوطين،
لو لم يقوموا بثورة مزيفة ميليشيوية تفرض أجندة التوطين وتفقير المواطنين لكسر إرادتهم، لما كنا اليوم نعيش في خوف الحرب والإرهاب.
لو لم يهمسوا في أذن حسان دياب كي لا ينزل إلى مرفأ بيروت ويكشف بنفسه على النيترات بعد أن وصل الملف إلى الرئيس عون، لما حصل الإنفجار.
لو لم يتواطؤوا جميع أمراء ميليشيات الحرب والطائف (الإخوة الأعداء) ضده وضد مشاريعه الإصلاحية، لكنا اليوم ننتج غازاً ونفطاً، ومصارفنا تعمل بانتظام، ومرافئنا هي hub المنطقة والإقليم، وشعبنا مضمون إستشفائياً واجتماعياً.
فستبقى “لو” سمعتم من ميشال عون تهزّ ضمائر كل من يتمتع بالضمير، وقد تاه وصدّق الإعلام المأجور، فوقف بوجه هذا الرجل لتحيا مافيا المنظومة، هذه المافيا التي أرجعت لبنان من سويسرا الشرق إلى قندهار الشرق، وأرجعت الشعب اللبناني من شعب إيليت أينما حلّ، إلى شعوب شبه شحّادين ينتظرون المساعدات.
ميشال عون، “لو” سمعوا منك.

You might also like