“لعبة الخرائط خطيرة”… قبلان: المقاومة اليوم أكثر من ضرورة!

اعتبر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، أنّ “المطلوب مواقف وطنية كبيرة لأنّ لعبة الخرائط خطيرة”، وقال في بيان: “لأنّ القضية هي لبنان، ولأنّها اللحظة التاريخية والأخلاقية التي جمعت الإسلام بالمسيحية في هذا البلد، ولأنّ اللعبة السياسية النزقة قد تكون دكان مصالح وخرابًا ومتاريس، فإنّ المطلوب مواقف وطنية كبيرة لأنّ لعبة الخرائط خطيرة، ولا يواجهها إلا تماسك القوة الداخلية بعيدًا عن مكر واشنطن والتجارة الإقليمية السوداء”.

 

وأضاف، “كلّ يوم يتبيّن أنّ واشنطن ليست أكثر من مشروع غدر استراتيجي، وتوم برّاك حين هدد بالخريطة السورية كانت عينه على الخريطة الإسرائيلية، ولبنان ليس لقمة سائغة لواشنطن ولا لغيرها. لعبة الخرائط على الورق سهلة، فيما ملاحم البلدات الحدودية تضعنا أمام قوة لبنان الاستراتيجية وفعاليتها الوجودية”.

 

وشدّد قبلان على أنّ “السيادة بلا قوة كغزال بين وحوش كاسرة، والمقاومة اليوم أكثر من ضرورة، وقيمتها تتخطّى الاستراتيجية، فالشرق الأوسط رمال متحرّكة ولقمة أكبر من شهية واشنطن. وقيمة لبنان في معادلة المنطقة تُقاس بقوة الداخل، لا بالنحيب والبكاء. ومحافل الدبلوماسية لعبة نفاق، ومن يهوى زرع الانقسام الوطني ألفت نظره إلى أنّ القضية هي لبنان، لا زواريبك. وروابط العائلة اللبنانية أكبر من تاريخك التقسيمي، وطابخ السم آكله”.

 

وتابع قبلان، “الشراكة الوطنية بحجم تاريخية لبنان وستبقى كذلك. المواطنة تكوين وميثاق وتاريخ، لا عقد إيجار مشروط. والمقاومة ليست فقط الاحتياط الاستراتيجي للبنان، بل العامود الفقري الذي به يبقى ويقوم هذا الوطن، فالدول تُقاس بما تملكه من قوة وإمكانات، لا بعدد حفلات البكاء مهما كبر حجمها”.

 

وختم: “وللتاريخ والأجيال القادمة أقول: حرب إسرائيل الأخيرة كانت أطلسية – أميركية ووجودية بامتياز، ورغم ذلك لم تستطع احتلال بلدة الخيام. نحن لسنا من يتنكّر لمصالح لبنان الوجودية، والمسيحية مكوّن أساسي في هذا البلد كما الإسلام، ومصالح لبنان الوطنية تمرّ بجبل كسروان كما تمرّ بجبل عامل. العاصمة اللبنانية عظيمة بمقدار ثلاثية القوة الضامنة لسيادتها وقرارها الوطني، ودون ذلك ليست أكثر من بضاعة للبيع في سوق نخاسة واشنطن النشط ببيع الأوطان”.

You might also like