كارثة النزوح السوري: إلام يدفع اللبناني الثمن؟ سيلفيا حداد

بلد على حافة الإنهاك… هل من نهاية لهذا النزوح؟

عشر سنوات… وأكثر ، لبنان ، هذا الوطن الصغير، صغير بحجم الخريطة، لكن قلبه كان واسعًا كفاية ليحتضن إخوةً هاربين من بلدهم ويستضيف ما يفوق طاقته حتى بات عدد النازحين فيه يقارب نصف سكانه.
طوال هذه الفترة، يقتسم اللبناني رغيف الخبز والدواء والمسكن، ويقاتل من أجل الأوكسجين.
ما عاد النزوح مجرد أزمة عابرة بل واقع ثقيل يخنق البلد.
طبعًا، لبنان فتح أبوابه… فتح صدره…لكنهم ما عادوا ضيوفًا مؤقتين، بل شركاء دائمين في كل زاوية من هذا البلد المتعب.
– في التعليم؟
مدارس لا تستوعب الأعداد،
وصفوف مكتظة ولا تتسع للطلاب.
– في سوق العمل؟
مهن يدوية صارت حكراً على نازحين يعملون بأجور أقل، وشباب لبناني عاطل، محبط، مهاجر أو بانتظار فرصة لن تأتي.
– في السكن؟
أسعار الإيجارات تضاعفت، أحياء عشوائية نبتت فجأة بلا كهرباء ولا صرف صحي، ومواطن لبناني يئنّ بين غلاء المعيشة وتهديد بالطرد من منزله.
– في المأكل؟
المساعدات الغذائية تمرّ عبر بوابات المخيمات،
بينما هناك لبناني فقير لا يستطيع تأمين لقمة عيشه، بلا بطاقة، بلا دعم، وبلا صوت.
– في الصحة؟
مستشفيات مرهقة ، أسِرّة لا تكفي، أدوية غير متوفرة،
وطبيب يتنقّل بين الألم والعجز.
– في البيئة والبنية التحتية؟
النفايات تتراكم، المياه ملوثة، وكل ما بُني على مدى عقود… ينهار تحت الضغط.
أما الدولة فهي تائهة بين الإستغاثة، والعجز عن الإعالة، والسكوت الدولي عن أزمة انفجرت وخرجت عن السيطرة.
في كل زاوية من لبنان مخيم، خيمة، أو مبنى مأهول بالنازحين.
وفي كل حي لبناني عائلة تُعاني، أمّ تبحث عن الحليب لطفلها ، كهل يمرض ولا يجد فرصة للتعافي في المستشفى أو دواء، شابّ بلا عمل، وطبيب ومدرّس وعامل وطالب هاجروا بحثًا عن حلم ضاع منهم في وطنهم.
هل العدالة تعني أن يدفع الفقير ثمن الأزمة؟
هل الإنسانية تعني أن يُهمَل المواطن اللبناني ويُحرَم من أبسط حقوقه؟
لسنا ضد الإنسان، لكننا مع الإنسان الذي يعيش هنا أيضًا، يتألم ولم يعد يحتمل وضاقت به سبل العيش الكريم.
النزوح السوري، قضية إنسانية؟ نعم.
لكن أيضاً كارثة وطنية للبنان، تحتاج حلًا، تحتاج عدالة، تحتاج إرادة.
إلى متى يُدفَع اللبناني الثمن؟ أين خطة العودة الآمنة؟
أين الدعم العادل للمجتمعات المضيفة؟
لبنان لم يعد يحتمل. لبنان يختنق ومن حقه أن يتنفّس. نعم، الرحمة واجبة، لكن لا عدالة في أن يُترَك بلدٌ صغير يواجه أزمة بهذا الحجم وحده.
لاقونا إلى ساحة النضال والثورة الحقيقية ، نحن التيار الوطني الحر الذي لم يتعب يومًا ولم يتراجع عن المطالبة بحقوق اللبنانيين كاملة لأننا نستحق أن نعيش في بلدنا بكرامة، لاقونا لنوصل صرختنا وصوت وطننا المنهك ونقول آن الأوان لينتهي هذا النزوح، وهذا ليس خيارًا بل ضرورة ، من أجلنا، ومن أجل مستقبل أولادنا نرفع الصوت.

You might also like