أصدر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، البيان الآتي:
“أولاً أقول لغبطة البطريرك بشارة الراعي: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لأن السلام ذخيرة الأنبياء، ولأن الإلفة ومخاصمة الظالم دين الأولياء، ولأن صخرة الكنيسة والمسجد لا تقوم إلا بنصرة المظلوم وإعانة المحروم وإغاثة المعذب ومقارعة الظالم والفاسد والطاغية والجبار مثل إسرائيل وحلفها ومشروعها الإرهابي وتاريخها الغارق بعذابات المسيح والمسيحيين، ودون ذلك تبطل الكنيسة والمسجد.
ولشريكي بالوطن الذي يزيد من عذابات شريكه بالوطن أقول: سلاح حزب الله سلاح حركة أمل وسلاح حزب الله وحركة أمل سلاح الله ولا توجد قوة بالأرض تستطيع نزعه(إن شاء الله)، ودون ذلك أنفسنا ووجودنا كل إمكاناتنا التي تتوثب الدفاع عن هذا اللبنان، ونحن قوة خصها الله بالتضحيات التاريخية والإنتصارات الوطنية رغم طعن الأقربين، وإذا كان للبنان الحديث فدية وقربان تاريخي فهو ما قدمته حركة أمل وحزب الله وسائر القوى المقاومة التي هزمت إسرائيل وانتزعت الدولة اللبنانية ومؤسساتها وقطاعاتها المختلفة من بين أنياب إسرائيل يوم احتلته وفرغته من كل وطنية، وإخفاء الحقيقة ممكن إلا عن الله، والثأر الكيفي ليس منطق الكنسية والمسجد، والإجماع الحاسم من قلة شكلية ولا شأن لها بالوطنية على تنفيذ قرار نزع سلاح المقاومة قرار مجنون وفارغ ورخيص وقيمته من قيمة الحبر الفاسد الذي كتب فيه، ولا قرار أشد خيانة لهذا البلد وتاريخه وسيادته من هذا القرار الذي يخدم أكبر مصالح الكيان الصهيوني، ووزنه الوطني صفر، ولن نسمح للصهيونية أن تعيد احتلال لبنان(إن شاء الله)، ودون ذلك ثقتنا بالله وبهذا الشعب العزيز وجيشه الوطني ومقاومته الكبيرة التي تنتظر لحظات التضحيات الكبرى، وأبناء الطائفة الشيعية سئموا الإستسلام والخيانة وشهادات الزور، وإذا كان بهذا البلد طائفة تتلهف لبذل دمائها وزهرة شبابها وعظيم إمكاناتها بسبيل هذا الوطن العزيز فهي الطائفة الشيعية بل طائفة المقاومة بكل أطيافها ووجوهها، وكلام الاخ العزيز الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم كلام مطوب بالحقيقة والمواقف الوطنية، وهو الذي قضى تاريخه كله في سبيل قيامة لبنان وحفظ سيادته وما زال، وقبله وبعده كلام ثقة الوطن والبلد وعميد التضحيات الوطنية وصاحب أمانة الإمام الصدر الأخ العزيز الرئيس نبيه بري الذي استرد الوطن زمن انتفاضة 6 شباط وخاض غمار المقاومة الكبرى بعدما ضاع الوطن وكان البعض شريكاً بصهينته، وما زال الرئيس نبيه بري درع لبنان وحكيم سيادته الوطنية.
وللقاصي والداني أقول: حزب الله يعني حركة أمل وحركة أمل وحزب الله يعني الشيعة، والشيعة تعني كل حر بهذا البلد العزيز بمقاومته وتضحياته ووطنيته، وحزب الله ليس مخترقاً ولن يخترق ولم يهزم ولن يهزم وهو الذي هزم أعتى جيش إسرائيلي أطلسي على الحافة الحدودية رغم الترسانة الأسطورية والدعم المطلق من كل حلفاء إسرائيل، وهو الذي خاض غمار أخطر دفاع وطني بوجه أكبر ترسانة إسرائيلية أطلسية ومنع هذه القوى الكبرى بكل جبروتها من احتلال بلدة حدودية مثل الخيام، وأسقط مشروع الشرق الأوسط عبر بحر من الدماء والأشلاء والتضحيات فقط لتبقى الكنيسة كنيسةً والمسجد مسجداً والدولة اللبنانية دولةً سيادية ممنوعة على الصهيونية ومشاريع 17 أيار، وسبب هذه الحرب إسرائيل الإرهابية المحتلة التي تأسست على ركام من أشلاء ودماء وأنقاض شعب ووطن وعدد لا حد له من العدوان والفظاعات، أعني بذلك إسرائيل بكل تراثها الغارق بعداوة المسيح والمسيحية والإسلام والمسلمين، إسرائيل الإرهابية وليس الشعب المظلوم في فلسطين ولبنان وجنوب سوريا واليمن وغيرها ممن طالته يد إسرائيل الإرهابية، والعيش المشترك والدولة الوطنية والسيادة اللبنانية قدس أقداسنا ودونها نحورنا وقدرات من ورائها قدرات، وتاريخنا وتاريخ أيقونة الثورات الكبرى السيد حسن نصر الله والأخ ثقة الوطن وبلاد الشرق الأستاذ نبيه بري علامة شرف وطنية لا مثيل لها بهذا البلد المظلوم الذي يتمرد علينا بعض أهله بسبب أشلائنا وتضحياتنا التي تتوزع تراب هذا البلد ليبقى لبنان سيداً حراً لأهله وناسه من مسلمين ومسيحيين، وإيران مفخرة كل حر بهذا العالم، وثقتنا بطهران مثل ثقتنا بالأولياء العظماء، ولا عدو للأولياء إلا الشياطين.
وللتذكير أقول: إيران هي التي طحنت مشروع الشرق الأوسط وحطمت آمال واشنطن وتل أبيب التي تعتاش على الإرهاب والإحتلال والخراب وهي التي فوتت على واشنطن وتل أبيب حلم إسرائيل الكبرى، وشعار المقاومة لم يسقط منذ نصف قرن ولن يسقط ما دام البلد بحاجة للدفاع والحماية والتضحيات، ولم نخسر حرباً ولن نخسرها (إن شاء الله)، وما قدمناه بهذه الحرب تعجز عنه جيوش بكاملها، وقرار السلم والحرب ليس طبعة رسمية ولا قرارات حكومية بل سيادة وطن ومصالح كيان وضمانة شعب ومصالح بلد لا تقبل البيع بليل أو نهار، وحصر السلاح سقط بالورقة الأميركية ولا قيمة لحصر السلاح الذي يكشف لبنان عن أهله وشعبه ومصالحه السيادية والوطنية وسط دولة ضعيفة لا تملك إلا عد الغارات من وراء مكاتب خاوية، والسيادة مع ورقة التنازل السيادي ليست إلا بضاعةً بخسة بسوق البيع والشراء، ولا سلطة لباعة الوطن، ولا شرعية فوق سيادة ومصالح لبنان، واللحظة للدفاع عن لبنان.
ومن استعاد لبنان منذ نصف قرن لن يقبل لهذا البلد بالسقوط بيد الصهاينة مجدداً، والحكومة حكومة بمقدار حماية السيادة اللبنانية لا بيعها أو التبرع بها أو تهريبها من وراء ستار، والشرعية شرعية بمقدار كينونة لبنان وعمادة سيادته وعهدة مصالحه بعيداً عن خيانة الأوطان، وحرب الإسناد نسخة طبق الأصل عن خدمة المسيح للمظلومين والمضطهدين ووصية أُولى بكل عهود الأنبياء والأولياء ووثائق الأمم والشعوب، ويا لها من لحظة ندامة عظمى أمام الله والأنبياء وكافة الأمم لكل الذين لم ينصروا غزة وكل مظلوم ومضطهد بهذا العالم الغارق بظلم الضعفاء، وإسرائيل التي نالت من المسيح والمسيحية والوطن والوطنية لا تستحق الدفاع عنها أو مخاصمة من يقوم بأعباء الأنبياء والأولياء في مواجهتها ومنع توسعها وإرهابها، ولن يكون سلام أبداً مع قتلة الأنبياء وخونة الشعوب ومحتلي الأوطان.
ومن يريد إسرائيل فليرحل إليها، وطموح نتنياهو بإسرائيل الكبرى لو تم كان سيتم فوق ركام من جثث المسيحيين والمسلمين وخراب أوطانهم ولا عذر لمن يدافع عن قتلة الأنبياء والأولياء، ولا قيمة للقمة الروحية إذا كانت تريد الإنتصار للصهيونية أو النيل من سلاح المقاومة الذي يمثّل سلاح الأنبياء بهذا الزمان، وطائفة المقاومة بهذا البلد لا زيارات لها إلا لجبهات السيادة والذود عن الأرض والعرض وحماية الوطن وإغاثة الإنسان، وأكثر ما يشعل الحرب الأهلية نزعة باطلة أو موقف خارق للعهود أو طريقة تفسير تصبّ بصالح أعداء الله والإنسان والأوطان، واللحظة لحماية مشروع الدولة والعيش المشترك وهذا لا يكون إلا بالتلاقي والمحبة والدفاع عن كرامة هذا الوطن ومصالحه والإنتصار للدماء والأشلاء التي حفظت هذا البلد والسلاح الذي صان وجود لبنان وعظيم سيادته وشرف كرامته الوطنية”.