عند الامتحان، يُكرَم المرءُ أو يهان.
فكيف اذا كان الامتحان مناظرة علنية حول ملف الكهرباء، في مركز “لقاء” في الربوة يوم 31 آذار الجاري، بين الساعة الثانية بعد الظهر والثامنة مساء… وكيف إذا كان من يدعو إليها تحت شعار “مناظرة مش تنظير”، هو التيار الوطني الحر بالذات، بعد كلِّ ما كيل في حق وزرائه من اتهامات سياسية على مدى سنوات، بلغت درجة تحميله وحدَه زوراً مسؤولية الدين العام، فيما هو يشير يومياً، وبوضوح تام، إلى المعطلين الحقيقيين للخطة التي وضعها الوزير جبران باسيل عام 2010، ووافق عليها مجلس الوزراء بكلِّ مكوِّناته، وظلَّت تُحدَّث بموافقة الجميع في مختلف الحكومات، لكن مع منع التطبيق، حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه، ومن دون ان ننسى طبعاً، أن الجميع تقريباً أقروا بأن التعطيل كان بسبب النكد السياسي، حتى أن رئيس القوات سمير جعجع بالتحديد، برأ بتصريح موثق بالصوت والصورة، وزراء التيار وجبران باسيل بالذات، من مسؤولية التعطيل…
كلا. ليس تفصيلاً أن يُقدم التيار على هذه الخطوة غير المسبوقة في تاريخ السياسة اللبنانية. فلو كان يخشى شيئاً، لكان تهرَّب، تماماً كما فعل بعض الذين تمَّت تسميتهم في الدعوة التي وُجِّهت اليوم. فهل يعيد هؤلاء النظر في ما تبقى من المهلة، وهل يكون الآخرون على مستوى التحدي؟ في كل الأحوال، من الآن وحتى انتهاء المهلة المحددة لتأكيد المشاركة في المناظرة، أي الاربعاء في 23 آذار الجاري، سنبقى نذكر كل يوم الوزير السابق نقولا نحاس والنواب أنطوان حبشي، بلال عبدالله، ياسين جابر، علي حسن خليل والنائبة المستقيلة بولا يعقوبيان، والسيدتين جسيكا عبيد وكارول عياط، والسادة جمال صغير، يحيى مولود، جان العلية، غسان بيضون، مارك أيوب، رياض قبيسي، رياض طوق، هادي الأمين، وكل من يعتبر نفسه معنياً بالدعوة الى المناظرة، مع امكانية التواصل مع المنظمين على الرقم 71010950.
لكن، قبل الدخول في سياق النشرة، ولأننا على مسافةِ ثمانية وخمسين يوماً من الانتخاباتِ النيابية، تذكروا يا لبنانيات ويا لبنانيين، إنو لأ، مش كلن يعني كلن، بغض النظر عن الحملات والدعايات والشتائم والتنمر وتحريف الحقيقة والكَذب المركّز والمستمر بشكل مكثف من 17 تشرين الاول 2019. ولمّا تفكروا بالانتخابات، حرروا عقلكن وقلبكن من كل المؤثرات والضغوطات، وخللو نظرتكن شاملة وموضوعية، وساعتها انتخبوا مين ما بدكن، بكل حرية ومسؤولية. واجهوا الكل، وأوعا تخافو من حدا، مين ما كان يكون.
عند الامتحان، يُكرَم المرءُ أو يهان…
