الديار: دموع الأسمر-
على مدى اسبوع، سحب دخان النفايات المشتعلة في عدة مكبات داخل طرابلس، وفي ضاحيتها والمناطق المجاورة، تظلل السماء ناشرة السموم والروائح الكريهة، التي تسببت بدخول عدة حالات مرضية الى المستشفيات لا سيما مرضى الربو، فكانت ظاهرة خطيرة تؤشر الى مدى التهاون والاستهتار الحاصلين منذ عدة سنوات، الامر الذي استفز بلدية طرابلس فسارعت الى ادراج الحرائق وازمة النفايات عامة بندا اول على جدول الجلسة الاولى وقد أجمع الاعضاء على اهمية اجتثاث هذه الازمة المهددة للصحة والسلامة…
حسب ما وصلنا، ان ثلاث حالات مرضية جراء تنشقهم سموم حرائق النفايات، دخلوا المستشفيات للعلاج، وان عددا من الابنية السكنية اضطر ساكنوها الى اخلائها نتيجة تواصل انبعاث روائح الحرائق، رغم اهمادها، لكن الروائح لا تزال معشعشة في احياء وشوارع عديدة.
ليست ازمة الحرائق الاخيرة في طرابلس، سوى واحدة من سلسلة ازمات تعاني منها المدينة منذ سنوات، وكانت شبه عصية على الحل لعدة اسباب، منها غياب الادارة البلدية التي كانت غارقة في الانقسامات والخلافات، ولعدم توافر الخطط المنهجية المفتقدة موازنة مالية كافية لادارة الحلول لتلك الازمات.
بعد الانتخابات البلدية، واثر التوافق داخل المجلس البلدي وحل العقد فيها، لم يعد هناك من عوائق او اي حجج لبلدية ولدت بانتخابات ديموقراطية…
فرئيس البلدية الدكتور عبد الحميد كريمة بادر فور اندلاع الحرائق الى الانتقال الى موقع الحريق ومعاينته، ثم انضم لاحقا الى مجموعات من الشباب متضامنا مع وقفتهم الداعية الى ايجاد حل للنفايات، بل وحل لكل ازمات المدينة وعلى مختلف الاصعدة.
واعتبر الدكتور كريمة ان ما حصل يعتبر جريمة ضد المدينة، وان البلدية سارعت الى رفع الدعاوى القضائية ضد الفاعلين ومن تثبته التحقيقات.
كما عمدت البلدية الى تركيب كاميرات مراقبة، وتسيير دوريات ليلية، لكشف الجهات المتورطة، خاصة ضبط الشاحنات الاتية من خارج المدينة، والتي حولت طرابلس الى مزبلة للمناطق المجاورة.
ويشير كريمة الى اتصالات ونداءات وجهت الى وزيري الداخلية والبيئة، للاستعانة بهما في الحد من مجمل اشكال الفوضى والتعدي على البيئة والصحة والسلامة العامة.
وكشف ان البلدية وضع خطا ساخنا للتواصل معها والابلاغ عن اي مخالفات مسيئة للسلامة العامة.
وتشير المعطيات ان لدى البلدية خطة عمل شاملة للحد من الفوضى والفلتان، وان الاجهزة الامنية كافة ابدت استعدادا بالغ الاهمية وبدأت بتسيير دوريات ليلية خاصة دوريات الجيش اللبناني لوقف الفلتان والفوضى.
فالى اليوم لا تزال الفوضى في طرابلس، سائدة، سواء على مستوى اشتراكات المولدات، وكل صاحب مولد يضع تسعيرته الخاصة، عدا رفض الالتزام بتركيب العدادات، مما دفع بالبلدية الى اصدار بيان تحذيري دعت فيه اصحاب المولدات الى الالتزام بتركيب العدادات تحت طائلة المسؤولية والملاحقة القانونية، وجرى التنسيق بين البلدية ومحافظ الشمال وامن الدولة لضبط المولدات.
وكشفت مصادر طرابلسية ان البلدية بصدد تنظيم شؤون التك تك والدراجات النارية للحد من فلتانها ومخالفاتها في الشوارع وما تسببه من عرقلة في حركة السير، ومن حوادث خطرة عدا تنامي حركة السلب بواسطة هذه الوسائل السريعة للفرار.
وضمن الخطط الموضوعة لاعادة الانتظام العام في المدينة فالاتجاه هو نحو ازالة كافة المخالفات المشوهة للمدينة، لا سيما احتلال الارصفة في الشوارع، خاصة في منطقة الضم والفرز التي تحتاج الى تنظيم وضبط امام المقاهي والمطاعم حيث تتسبب بعرقلة حركة السير في الشوارع الرئيسة والداخلية.
وفي اعتقاد اوساط طرابلسية، ان رحلة استعادة طرابلس من الفوضى والفلتان باتت في خطواتها الاولى لا سيما الاصرار على كشف مرتكبي الحرائق في المكبات والمطمر، وان اجتماعات تعقد مع الشركة المولجة بجمع النفايات لوضع المخطط الايل الى حماية الصحة والسلامة العامة من جهة، ومن جهة ثانية التنسيق مع الاجهزة لضبط المخالفات وتطويق الفلتان الامني المتفشي باساليب خطيرة تنعكس سلبا على بنية المدينة ودورها الاقتصادي التجاري والسياحي بكل اوجهه.