شو الوضع؟ مؤتمر باريس يتمخَّض عن مليار دولار مساعدة للبنان والجيش… و”الفرَج” ينتظر وقف النار وواقع الميدان!

لم يكن يتوقع أحد من مؤتمر باريس، الذي غلب عليه الطابع الأوروبي، المعجزات. فالقرار بوقف النار ليس لديه، بل لدى بنيامين نتنياهو، والولايات المتحدة، لكن على الأقل، تمكّن لبنان من الحصول على رزمة مساعدات ناهزت المليار دولار، وإن كانت الحاجات أعلى بكثير. فالتجمعات البشرية الهائمة على الطرق في لبنان، والنازحة إلى البيوت والمدارس والأديرة، تواجه مخاطر وتحديات جَمّة، ونحن على أبواب الشتاء، فيما المعالجات شبه متعثّرة، أو تتوقف على مبادرات حزبية أو فردية، لا بد وأن تصل إلى حدّ الإستنزاف.

أما “الفرَج” النهائي، لا يتحقق إلّا بوقف نهائي للنار وفقاً لواقع الميدان المتحرّك حتى الساعة، والشروع في إنجاز الحلول وعلى رأسها إعادة الإعمار، والأهالي المهجرين إلى أرضهم وبيوتهم.

مؤتمر باريس تمخّض عن مليار دولار، مئتان منها للجيش. وتوَّجهُ الرئيس المستضيف إيمانويل ماكرون، الذي أكد ضرورة إبعاد لبنان عن حروب الآخرين، داعياً إلى تطبيق القرارات الدولية، ومنتقداً حديث بنيامين نتنياهو عن حرب الحضارات، بإشارته إلى أن الحضارة لا تكون بارتكاب أعمال بربرية. أما الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش فقد أشار إلى “القلق” التقليدي للمنظمة الدولية “على سلامة المدنيين”، معتبراً أن “الهجمات ضد اليونيفيل أمر مرفوض تمامًا ويشكّل جريمة حرب”.
ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، شدد من جهته على محورية 1701، بصيغته الحالية، مؤكداً أنه “يوفر الأمن على حدودنا الجنوبية ما يمكن أن تسمح للمجتمعات النازحة بالعودة إلى مناطقها”. واستطرد ميقاتي بالإشارة إلى “أن التزام الحكومة اللبنانية ببدء عملية تطويع جنود لبنانيين إضافيين وفقاً لقرار 1701 يُظهِر التزاماً واضحاً بتنفيذ هذا القرار”.

أما الواقع الميداني للحرب، فقد شهد استمراراً للغارات من الجنوب إلى قضاء بعلبك، مروراً بالطريق الدولية في عاريا – الكحالة حيث أُفيدَ عن استهداف سيارة، فيما واصلتْ المقاومة ضرب المستوطنات والمواقع العسكرية بالصواريخ. هذا في وقتٍ كان الجيش اللبناني يزف ثلاثة شهداء من صفوفه، وعلى رأسهم الرائد محمد بركات الذي اشتُهر بإبعاده جنود الإحتلال الإسرائيلي إلى ما وراء “الشجرة”، وبإصراره على الدفاع عن آخر سنتيمتر من الأرض اللبنانية.
إنها حكاية الشهادة والدم لمجد لبنان!

You might also like