هي صورة لا بد منها، ومشكورة، من الأشقاء العرب، لكنها تبقى غير كافية لوحدها، لوقف الحرب الإسرائيلية التدميرية على لبنان. فالأبعاد السياسية للمواقف التقت على ضرورة وقف النار وإغاثة لبنان والتزام ال1701، فضلاً عن موقف طبيعي للرئيس السوري بشار الأسد في لفتة للمقاومة، لكن كلها، تحتاج تدخلاً دولياً، وأميركياً بالتحديد، لكي تلتقي المبادرات والحراكات على إجراء عملي وفعلي لوقف الحرب.
وإلى جانب المواقف السياسية البديهية في حق لبنان بوقف الحرب، وحق الفلسطينيين بدولتهم المستقلة، ركّزت الكلمات على إنشاء صندوق عربي – إسلامي لدعم لبنان، فيما كان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي يشدد على فداحة الخسائر التي قدرها بأكثر من خمس مليارات دولار وعلى إنشاء صندوق تمويلي، شاكراً الدول التي تدعم لبنان، وغامزاً من قناة إيران بالإشارة إلى تدخل بعض الدول في الشؤون الداخلية اللبنانية.
وعلى هامش القمة، سُجلت بعض اللقاءات اللافتة، أبرزها بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع الرئيس السوري بشار الأسد، وميقاتي.
في هذا الوقت، كانت إسرائيل تواصل الإرهاب والحرب التدميرية التي لا تميز بين مقاتل ومدني. فبعد مجزرة علمات الجبيلية أمس، استهدفت غارة ليل الإثنين تجمعاً للأهالي النازحين في عين يعقوب في الجومة -عكار، ما أدى إلى عشرات الشهداء والجرحى. في المقابل، كانت المقاومة تواصل استهداف المواقع العسكرية، إضافةً إلى مصانع عسكرية ومراكز في حيفا وجوارها، برشقات صواريخ وُصفت إسرائيلياً بأنها “عنيفة”.
وفي مواقف حزب الله، لفت اليوم كلام لمسؤول العلاقات الإعلامية في “الحزب” محمد عفيف، الذي شدد وإضافةً إلى تأكيد ضعف إسرائيل في التقدم البري، على العلاقة المتينة بين “الحزب” والجيش اللبناني. وقد رمى عفيف الكرة في ملعب من قال عنهم بانهم “أولئك الذين لطالما قاتلوا الجيش أبّان الحرب الأهلية البغيضة وقتلوا ضباطه وجنوده، مضيفاً:” “أما أولئك الذين وقفوا خلف شعار الدفاع عن الجيش لإطلاق النار على المقاومة بذريعة تساؤل طبيعي وطلب التوضيح من دون إدانة أو اتهام عن حادثة البترون فنقول لهم خسئتم، لن تستطيعوا أن تفكوا الارتباط بين الجيش والمقاومة، وكلاهما كلّ بطريقته وإمكاناته في قلب معركة الدفاع عن لبنان واللبنانيين”.
وعلى خط مواز، يتطرق رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل غداً الثلثاء في كلمة له بعد اجتماع المجلس السياسي للتيار، إلى الإقتراحات والأفكار اللبنانية لوقف الحرب، وكيفية التعاطي مستقبلاً مع الإجراءات اللازمة دولياً ولبنانياً.