في لبنان تتنافس السرديات بحسب الدوافع السياسية. كل طرفٍ يسعى لصياغة ما يلائمه، في إطلالته أمام الجمهور اللبناني. لكن الحقيقة والواقع يبقيان أقوى من أي تضليل أو تشويه، وهذا ما ينطبق على سردية “14 آذار”. ففي حين بدأ تاريخ بعض “السياديين الجدد” أو الطارئين في محاولة استغلال لحظة 14 آذار 2025، يبقى 14 آذار 1989 الموجّه للسيادة والحرية والإستقلال بمعانيها الحقيقية، لا الطارئة أو الزائفة.
وهذا ما ثبّته التيار الوطني الحر في ممارسته، مجسداً بالفعل للقرار الوطني الحر. لا يصغي لسفارة، ولا يترنح أمام تهديدات، ولا تهزّه أيّ عواصف. غيره ينحني أمام أوامر الخارج، وهو يقف صلباً بما يعرفه الجميع عنه وعن قيادته.
وليلة الجمعة، ستكون مناسبة لتكريس ثوابت “التيار”، في خطاب رئيسه جبران باسيل الساعة العاشرة مساءً، في كلمة مباشرة. ذلك أن الإنسجام ما بين الماضي والحاضر والتطلع إلى المستقبل، هو الإطار لما سيتحدث عنه باسيل من مخاطر وجودية، وما تقتضيه من رؤية واعية، واستنهاض شعبي وحزبي وتنظيمي، وأيضاً، بما تتطلبه من مسؤولية وطنية. ولعل العشاء السنوي التمويلي للتيار، هو أحد أبرز أوجه هذه الإستقلالية المكرسة بنشاط القاعدة، وبتضامنها وإيمانها بمسيرة “التيار” كمجسّدٍ للوطنية اللبنانية.
وعلى الخط الداخلي، غابت التحركات لتملأها بعض المواقف السياسية والرسمية. ففي حين استقبل رئيس الجمهورية جوزاف عون الرئيس السابق ميشال سليمان، أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري “ان لبنان لن يقبل تحت أي ظرف من الظروف ومهما بلغت الضغوطات التخلي عن أي شبر من أرضه أو ذرة من ترابه أو حق من حقوقه السيادية وسيلجأ الى كل الوسائل المتاحة لحماية هذه الحقوق”.