وكأن ما بعد مغادرة البابا لاوون الرابع عشر، يفتح آمالاً ولو ضئيلة، بتجنب الحرب الإسرائيلية. فعلى الرغم من أنَّ القرار بتعيين كرم مُتّخذ منذ ما قبل زيارة البابا، غير أن المصادفة خلقت أجواءً تفاؤلية بإمكان سحب الذرائع من إسرائيل، وبمتابعة خاصة أميركية ومصرية.
فقد استفاقَ لبنان على تعيين السفير السابق ذات الخبرة السياسية والتفاوضية الكبيرة، سيمون كرم، رئيساً للوفد اللبناني، مع ما يشكله ذلك من معان بإضافة شخص مدنيّ إلى الوفد العسكري. وقد سارعَ كرم للمشاركة في اجتماع لجنة “الميكانيزم” مع انضمام مورغان أورتاغوس إليه.
الأهم في مغازي هذا التعيين، ما أعلنه بيان رئاسة الجمهورية لجهة أن هذا التعيين أتى بعد التشاور مع رئيس الحكومة نواف سلام، وايضاً رئيس المجلس النيابي نبيه بري. وطالما أن أحد ابرز اركان الثنائية الشيعية موافق، فالسؤال الذي يتبادر بديهياً للأذهان، هو هل أن ذلك حصل من دون التشاور مع حزب الله، أو بغض نظر من الحزب؟!
في كل الأحوال، دخل لبنان مرحلة جديدة يأمل فيها تحقيق نتائج بتجنب الحرب والحفاظ على الحقوق، في وقت يبقى الجواب الأساسي لدى إسرائيل الذي سارعت بنسج الآمال بتعاون اقتصادي مع لبنان.
وفي المواقف قال رئيس الحكومة نواف سلام ان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو ذهب بعيدا في توصيفه خطوتنا بضم دبلوماسي لبناني سابق إلى اللجنة. واضاف: لسنا بصدد مفاوضات سلام مع إسرائيل والتطبيع مرتبط بعملية السلام. واعلن “اننا لن نسمح بمغامرات تقودنا إلى حرب جديدة ويجب استخلاص العبر من تجربة نصرة غزة”.
إلى ذلك لفت رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل إلى أنها ليست المرّة الأولى التي يرسل فيها لبنان شخصاً مدنياً الى اجتماعات الناقورة”.
واوضح باسيل: “أصرّرت، عندما كنت وزيراً للخارجية في عهد الرئيس ميشال عون، ورغم معارضة حزب الله الشديدة، ان يشارك عضو من هيئة ادارة البترول في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية في اجتماعات الناقورة، كخبير في الشؤون النفطية، لما للاتفاق من طابع اقتصادي وليس حدودياً سيادياً فقط.
وختم باسيل: للتأكيد: التفاوض وطبيعته وشكله هم الوسيلة، امّا المضمون والمبادىء والأهداف فهي الاساس”.


