بدأت الأنظار بالتحول عن حدث الإنتخابات الرئاسية الأميركية، بعدما تكشّفت لا عن فوز دونالد ترامب بالرئاسة فحسب، بل عن اكتساحٍ جمهوري لمجلس الشيوخ، في ظاهرةٍ نادرة لتزامن الفوز في تاريخ الإستحقاقات الإنتخابية في الولايات المتحدة. وإن دلَّ فوز ترامب على شيء، فهو على تصاعد الإتجاهات الشعبوية في العالم الغربي، في مواجهة حكم أوليغارشيات “الإستابلشمنت”، بالتوازي مع تنامي الإنقسامات العمودية في المجتمع حول الهوية والتعاطي مع المهاجرين والتحولات الديموغرافية والأزمات الإقتصادية الحادة.
وفيما واشنطن تحتفي باستحقاقها الديموقراطي، يبقى قصر بعبدا منتظراً استحقاقه ليملأ فراغه رئيسٌ عبر التوافق، المفقود حتى الساعة. كذلك، يترقب الشرق الأوسط، ولبنان، تعاطي ترامب ذات السلوك غير المتوقع، مع الحروب الإسرائيلية وعدوانية بنيامين نتنياهو.
وإلى حين تبلور سياسة “ترامبيّة” واضحة، يبقى لبنان تحت النار الإسرائيلية. فقد عادت الغارات العدوانية بكامل قوتها إلى الضاحية الجنوبية وأحيائها، فيما تواصل تدميرُ مدينة بعلبك وقراها، ما أدى اليوم الأربعاء، إلى عشرات الشهداء والجرحى في البقاع المنكوب.
وفي أربعينية السيد حسن نصرالله، ألقى الشيخ نعيم قاسم خطابه الأول أميناً عاماً رابعاً لحزب الله. وقد وجه كالعادة رسائل تطمين إلى قاعدة حزب الله حول الهيكلية والقدرة على الصمود، وتوعّد الإسرائيليين بحرب استنزاف طويلة، مؤكداً قدرة المقاومة على استهداف أيِّ نقطةٍ في إسرائيل، ومعيداً الحسم إلى “الميدان”. وقد شدد قاسم على أن طريق وقف الحرب تمر عبر “التفاوض غير المباشر عبر الدولة اللبنانية ورئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يحمل راية المقاومة السياسية”، لافتاً إلى أن “أساس أي تفاوض يبنى على أمرين، أولا وقف العدوان، ثانياً السقف للتفاوض هو حماية السيادة اللبنانية بشكل كامل غير منقوص”.
قاسم وفي معرض خطابه، سلّط الأضواء على الجيش اللبناني، مطالباً بأجوبة منه تحسم الغموض حول خطف عماد أمهز في إنزال البترون.
سياسياً، تواصلت الحركة الدبلوماسية في المقرّات الرسمية اللبنانية. فقد استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري السفير السعودي وليد البخاري، وكذلك السفيرة الاميركية ليزا جونسون. إلى ذلك، أقر مجلس الوزراء في جلسته البند المتعلق باعطاء وزارة الدفاع سلفة خزينة لتطويع 1500 جندي لصالح الجيش اللبناني، كما أقرّ إعطاء سلفة لتموين 541 مركز إيواء لتأمين المازوت للتدفئة خصوصاً في المناطق ذات الإرتفاع فوق الـ300 متر.
وعلى خطٍ مواز، طالب المطارنة الموارنة بعد اجتماعهم الشهريّ، المجتمع الدولي بحلّ دبلوماسي وإقرار وقف فوري لإطلاق النار وتطبيق الـ1701، وبوضع حدّ للاعتداءات الإسرائيلية المنتهكة لسيادة لبنان وآخرها الإنزال البحري في البترون.