قدّم توم براك ومورغان أورتاغوس ما لديهما وغادرا إلى إسرائيل حيث الجواب الحقيقي. في لبنان، غلب جو التفاؤل بعد كلام براك خاصة من عين التينة. لكن المراقبين، غالباً ما يخشون الإيجابية الأميركية، إذ إنَّ أمثولات التاريخ تُفصِح عن خيبات أمل كبرى تعقِب الكلام المعسول.
ومهما يكن من التوقعات الحَذِرة، فإن الجواب على التساؤلات اللبنانية القلقِة يبقى لدى إسرائيل والولايات المتحدة، التي يعود موفداها مبدئياً في نهاية الشهر. وفي الموعد نفسه، ينتظر اللبنانيون أيضاً والحكومة، الخطة المزمع أن يعدّها الجيش اللبناني لحصر السلاح.
بالتوازي، معلومات كثيرة عن أن الجوهر يكمُن في المفاوضات “السرية” الجارية وراء الكواليس. ففي حين يقفز السلاح إلى الواجهة، يقول عارفون إن تبادل رسائل يحصل بين الداخل والخارج حول تغييرات في النظام، وهنا جوهر الصراع الحقيقي. ذلك أنه ما بين موقع الشيعية السياسية بعد السلاح، وما بين المتمسكين بتركيبة الطائف، صراع أو بديله في نوافذَ للحلول، وما أكثرها إن حُكّمَ العقل.
في هذا الوقت يبقى لبنان مسرحاً للزيارات الدبلوماسية، ومن بينها الأربعاء وفد من مجلس الشيوخ الأميركي جال على المسؤولين، فيما يصل الخميس الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي.
وفي المواقف السياسية، أكد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل مواقف التيار الواضحة والمتكاملة، من مسألة حصر السلاح والتوصل إلى ذلك بالحوار وليس عبر الصدام الداخلي. كما جدد باسيل التذكير خلال مقابلة على تلفزيون “العربية” بالأثمان المطلوبة للبنان من السلاح وأبرزها وقف الإعتداء الإسرائيلي وتحرير الأرض وحل المعضلات الوجودية المتمثلة بالنزوح السوري واللجوء الفلسطيني، وصولاً إلى تحقيق الإصلاحات المالية والإقتصادية.
وفي المواقف أيضاً ثمن رئيس الحكومة نواف سلام مواقف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الداعمة للبنان ولسيادته ووحدته، خلال اتصال هاتفي مع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي.