هي كماشةٌ تطوق لبنان من جوانب متعددة. ففي الضغط العسكري والعدوان، تواصل إسرائيل الغارات والتوغلات البرية، أما في السياسة والمال، فحراك أميركي متصاعد ينذر بتداعيات خطيرة، خاصةً بعد زيارة الوفد الأميركي بعبدا، وتركيزه على تجفيف المنابع المالية لحزب الله.
في هذا الوقت، تبقى القوى السياسية على تأهبها في “موقعة” قانون الإنتخابات، فيما يتقاطع معظمها وتحديداً الثنائي الشيعي والقوات اللبنانية على إلغاء اقتراع المنتشرين من الخارج، ولو من دوافع مختلفة.
وفي هذا الإطار، واصل الوفد الأميركي من وزارة الخزانة الأميركية ومجلس الأمن القومي في البيت الأبيض برئاسة سيباستيان غوركا، جولته التي بدأت الأحد من قصر بعبدا، وزار رئيس الحكومة نواف سلام الذي أكد التزام الحكومة باستكمال مسيرة الاصلاح، وإعادة بناء مؤسسات الدولة، وترسيخ سيادتها على كامل الأراضي اللبنانية. وجرى استعراض التقدّم المحقّق في ضبط الحدود وتنظيم حركة الأشخاص والبضائع. كما تناول البحث الجهود الحكومية في مكافحة تبييض الأموال، من خلال تعزيز الشفافية وتطبيق القوانين الرقابية في القطاع المالي.
وعلى خط مواز، دعا وكيل وزارة الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية جون هيرلي من بيروت، اللبنانيين الى “إنهاء نفوذ إيران الخبيث عبر حزب الله”، مؤكدا أن بلاده “جادة للغاية في قطع مصادر تمويل الحزب من داعمته طهران”.
على خطٍ آخر، رفع الرئيس المؤسس للتيار الوطني الحر العماد ميشال عون البطاقة الحمراء في وجه المتذاكين ممن خانوا أمانة “التيار”. فأكد في تصريح له على “إكس” أنه لا يمكن له أن يكون على علاقة جيّدة مع من خان التيار ومبادئه”. وأوضح: “يزعم بعض الذين تمّ فصلهم من التيار، او استقالوا منه استباقياً، انهم على خلاف مع قيادة التيار ولكن على علاقة جيّدة معي؛ والحقيقة انني انا الذي كنت على رأس مجلس الحكماء الذي حكم بفصلهم من التيار بسبب خروجهم عن سياسة ونظام ومبادئ التيار التي ارسيتها بنفسي”.


