بعدما منحت الولايات المتحدة صكاً جديداً لإسرائيل في مجلس الأمن لمواصلة عدوانها بعد رفعها “الفيتو” في وجه قرار لوقف إطلاق النار، باتت الأخيرة مجدداً طليقة من دون أي قيود لوقف حربها التدميرية. وفي وقت واصل الطيران استهداف مدن القطاع، زادت الوحدات البرية من توغلها في مدينة خان يونس، حيث تركِز عملياتها في الأيام الأخيرة.
على أنَّ الإحصاءات التي ينشرها الإعلام الإسرائيلي نفسه، تكشف حجم الكارثة في صفوف الوحدات المتوغلة. فمن بين 5000 جريح منذ 7 تشرين الأول، هناك 2000 منهم تعرضوا لإعاقة دائمة، ومن بينهم من خسر بصره أو أطرافه، إضافةً إلى الجنود الذين تعرضوا لصدمات نفسية قوية.
في هذا الوقت، وجهت “حماس” رسالة تحذيرية لإسرائيل من مغبة محاولات الجيش الإسرائيلي لتحرير الأسرى وذلك على أثر مقتل أحدهم أمس بعملية فاشلة. وقد حملت “حماس” الجيش الإسرائيلي مسؤولية سقوط قتلى من الأسرى بسبب “المغامرات غير المحسوبة”. وعلى الصعيد الدولي، سجل اتصال هاتفي بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والمصري عبد الفتاح السيسي، أكدا فيه ضرورة وقف إطلاق النار.
لبنانياً، يتواصل التصعيد الإسرائيلي على بلدات الجنوب واستهداف المنازل، كما حصل في عيتا الشعب ليل أمس الجمعة. وفي المقابل استُهدف حزب الله موقع راميا وموقع السماقة في مزارع شبعا المحتلة، وثكنة “برانيت”. وفي وقت حفل الأسبوع الماضي برسائل التهديد الغربية على اختلاف مصادرها، رد حزب الله سياسياً إضافةً إلى جواب الميدان. فالنائب حسن فضل الله أكد “التهديدات الاسرائيلية هي تهديدات جوفاء لا قيمة لها”، مشيراً إلى أنه “لسنا من الأطراف التي تُرسَل لنا لا رسائل تهديد ولا رسائل افعلوا كذا وكذا، فنحن اليوم مَن نقرر في هذه المواجهة”.
أما سياسياً وتحديداً في ملف التمديد لقائد الجيش، فيستمر الضغط السياسي والإعلامي لمروجي هذا الخيار، في الوقت الذي يقابل حزب الله تحديداً هذا الملف، بإشارات مختلفة بين الصمت وترك الحسم لوقته. على أنه في مطلق الأحوال، فإن طالب التمديد نفسه، والداعمين له، سيكونون الخاسرين الأوَل، على مستويي الصورة الفاقعة لانتهاك الدستور والقانون، أما الخسارة السياسية الأكبر فهي تحوّل التمديد نفسه إلى إعلان نهاية خيار العماد جوزف عون كمرشح رئاسي.