نشرت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية تقريراً جديداً تحدثت فيه ، بحسب مزاعمها، عما أسمته بـ”سيناريو الرعب غير المتحقق”، وذلك في حال انضم “حزب الله” إلى حركة “حماس” خلال هجوم السابع من تشرين الأول 2023.
ويقول الجنرال في جيش العدو الإسرائيلي إسحاق بريك إنه “في مثل هذا السيناريو، كانت إيران ستنضمّ أيضاً، ولأطلقت آلاف الصواريخ والقذائف على إسرائيل، ولكانت قوة حزب الله قد احتلت الجليل بأكمله، في حين أنه ما كان بإمكان الجيش الإسرائيلي تعبئة قوات الاحتياط”.
وذكر بريك أن “هذا جزء من السيناريو المرعب الذي كان سيحدث، وكانت معجزة عظيمة لدولة إسرائيل أنه لم يتحقق” بحسب تعبيره، لافتاً إلى أن “عملية تفجير أجهزة البيجر في لبنان أتاح فرصة ذهبية أمام الجيش الإسرائيلي لشن هجوم واسع النطاق بواسطة القوات الجوية والقوات البرية على أهداف لحزب الله”، كاشفاً في الوقت نفسه أنه “كانت لدى قادة حماسو مقاتلوها آلاف أجهزة البيجر أيضاً”.
وقال بريك إن “سلسلة الغارات الجوية المكثفة ما بين شهري أيلول وتشرين الأول 2024، أدت إلى إلحاق أضرار بالغة بمقر حزب الله ومستودعات الصواريخ والذخيرة والبنية التحتية، بما في ذلك الضاحية الجنوبية لبيروت ومواقع أخرى في لبنان”.
وأشار إلى أنه من بين الخسائر الأبرز اغتيال كبار قادة حزب الله بمن فيهم الأمين العام للحزب السيد الشهيد حسن نصر الله في 27 أيلول 2024 وقادة كبار آخرين، مضيفاً أنه “بعد سلسلة الهجمات العنيفة وتصفية كبار القادة، أعلن كبار مسؤولي الأمن أن قدرات الحزب تضررت بشدة وأن ميزان القوى قد تغير بشكل كبير، وكان الاعتقاد السائد أن المنظمة قد تلقت ضربة قاضية”.
وتابع: “بعد فترة قصيرة من اغتيال نصرالله، شرع الجيش الإسرائيلي في عملية برية جنوب لبنان، كجزء من الجبهة الشمالية، بهدف إبعاد قوات الرضوان التابعة لحزب الله عن الحدود، وتدمير البنى التحتية التي كانت مجهزة لاحتلال الجليل، والسيطرة المؤقتة على المنطقة”.
ونوه إلى أنه “في إطار هذه المناورة، دخلت القوات الإسرائيلية الأراضي اللبنانية واحتلت فعلياً عدداً من القرى والمناطق القريبة من الحدود، واحتفظت بها حتى اتفاق وقف إطلاق النار”.
وتطرق الجنرال الإسرائيلي للعمليات التي نفذها الجيش الإسرائيلية في لبنان، قبل أن يدخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 27 تشرين الثاني 2024، والذي هدف إلى وقف القتال على الجبهة الشمالية، استناداً إلى قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701 لعام 2006.
إعادة قوة “حزب الله”
وأورد بريك النقاط التفصيلية للاتفاق والالتزامات بنزع السلاح، إلى جانب الانسحاب الإسرائيلي بشكل تدريجي ومتدرج، بالتنسيق مع انتشار الجيش اللبناني.
وادعى وجود انتهاكات للاتفاق من قبل حزب الله والحكومة اللبنانية، موضحاً أن الحزب سعى إلى إعادة بناء قدراته العسكرية ومواقع إنتاج أسلحته التي دُمرت خلال الحرب، إضافة إلى محاولة إخفاء المعدات الهندسية والأسلحة عن أعضاء آلية التفتيش الثلاثية، والتي تضم الولايات المتحدة وفرنسا.
كذلك، زعم أن جيش العدو الإسرائيلي يعمل بموجب سياسة معلنة تقوم على “حرية العمل” من أجل إزالة أي تهديد، وخاصة ضد محاولات حزب الله تعزيز موقعه، وذلك بموجب الفهم بأن المنظمة تنتهك الاتفاق حتى عندما تحاول تسليح نفسها للمستقبل.
ولفت إلى أن “الجيش الإسرائيلي لم يكمل انسحابه الكامل من جميع المواقع الخمسة في الأراضي اللبنانية خلال المهلة المحددة وهي 60 يوماً، وذلك بسبب ما وصفها “استمرار الانتهاكات للاتفاق”، مشيراً إلى أن تل أبيب تهدد بتصعيد هجماتها وتوغلاتها البرية في لبنان، على خلفية عدم التزام حزب الله بالاتفاق.”
وشدد على أن تل أبيب تواجه صراعات مستمرة مع حزب الله في لبنان و”حماس” في قطاع غزة، دون أي قدرة واضحة على حلها، مؤكداً أن “التهديد الأمني الذي تواجهه يتزايد بمعدل مثير للقلق في الدوائر الأولى والثانية والثالثة”.
وذكر بريك أنّ “إسرائيل المنغمسة بشكل كامل في القتال ضد حزب الله وحماس، ليست مستعدة بشكل كامل للتهديدات الخطيرة التي تتطور من حولها”، معتقداً أنه “يجب على تل أبيب أن تسعى لإنهاء القتال بطريقة تسمح لها، بإعادة بناء وتوسيع الجيش البري، وتعزيز التحالفات الاستراتيجية”.
وأوضح أنه “يجب إنشاء قوة برية قوية قادرة على الدفاع عن كافة حدود إسرائيل واتخاذ إجراءات حاسمة، حيثما كان ذلك ضرورياً”، مبينا أنه “يجب أيضاً تعميق التحالف مع الولايات المتحدة، والسعي إلى تحالف دفاعي رسمي، وفي الوقت نفسه ينبغي تعزيز العلاقات مع دول حلف شمال الأطلسي، والدول العربية المعتدلة الراغبة في الانضمام لجبهة مشتركة ضد محور المقاومة الذي يضم إيران والصين وروسيا وكوريا الشمالية وباكستان”.


