سلطان باشا الأطرش ينادي: كونوا الثورة السوريّة الثانية

الديار: سامي سماحة-

ألبسوا جرمانا الراية الوطنية كي تكون العروس التي تدخل منه الشام الى عرسها الوطني وتكسر مشروع التجزئة ومشروع الدولة الواحدة الساعية الى وقف الحرب مع العدو ومن ثم التطبيع، وتكسر كل ضهر انحنى للعثمنة الجديدة.

 

ألبسوا جرمانا ثوبها الوطني كي تكون نقطة الضوء الأولى في مواجهة مشروع تهديم الشام وكسرها وإعادتها الى زمن العتمة، وهي التي لا تقبل الأسود ولا تقبل الحسرة ولا تنام على ضيم أصابها من أعدائها.

 

لكل ثورة في العالم شرارة، تكون الشعرة التي تكسر الضهر، وتكون النقطة التي فاضت عن سعة الكوب، فتذهب الأمور الى حيث ما كان يتوقع أصحاب الألقاب وجماعة السلطة.

 

رفضت جرمانا دخول حكم الإدارة الي أحيائها منذ اللحظة الأولى وعملت على تحصين أوضاعها بما يسمح لها بالصمود الى حين حسم الإدارة الجديدة أمر هويتها، وظهور المخفي عندها بعد ان ظهر المعلن. رفضت استقبالهم الى حين ظهور طبيعة ما يسعون اليه وهل هم جادون في بناء سورية جديدة؟

 

جرمانا ليست طائفة ولا مذهبا ولا جسرا يعبره أصحاب المصالح والنزعة الفردية، ولا ممرا للغرباء والأجانب والاعداء، ليست فرصة للطامحين بالوصول الى السلطة.

 

تعيش الشام اليوم اضطراب الهوية واضطراب الاتجاه واضطراب بداية الاعمال وصيانتها، فهي خلايا تسبح في فضاء، تفتش عن مخرج اللقاء كي تعود جسدا واحدا، تفتش عن نقطة البداية عن بداية الطريق.

 

تشكل هذه المدينة التي يتفاعل فيها الشعب تفاعلا إيجابيا، والتي تعكس واقع الامة الشعبي في هذه اللحظة التاريخية نموذجا يأخذ البلاد الى نتيجة من نتيجتين :الأولى هي ان تكون جرمانا نقطة البداية لتقسيم الشام الى كيانات طائفية وعرقية جديدة، خاصة ان ما يتم تداوله حول علاقة بعض المتنفذين وبعض الأسماء البارزة مع العدو وما صرّح به بعض الساسة في لبنان عن تهديد نتنياهو للجولاني وحكمه بالزوال ان هو حاول الدخول الى السويداء او جرمانا، وما صرح به نتنياهو من انه على استعداد لمساندة جرمانا في وقفتها ضد الجولاني، وما تم من ترتيبات توحي بالاستقلال والانقسام، ومن قيام مجلس عسكري واحتلال للمطار، ومن محاولة ابرازها كمدينة لطائفة واحدة>

 

كل ما ذكرناه ويضاف اليه أشياء لم نذكرها يمهد الى بداية استقلال السويداء ومعها جرمانا وبالتالي الدخول في زمن الانقسامات الجديدة. أما الثانية وهي ما نتمناها ونأمل ان تكون الغالبة، فهي ان تشكل جرمانا نموذج المعارضة الحقيقية للإدارة الجديدة، ان تكون البداية في مشروع بلورة موقف حاسم من سلطة الجولاني على قاعدة اسقاطه وليس على قاعدة إصلاحه، لان هذه الحكومة التي تريد إرساء النظام الديني على حساب العقل كشرع أعلى لا يمكن المصالحة معها او التهاون مع مشروعها الذي يشكل خطرا حقيقيا ليس على الشام فقط بل على الامة كلها فتقسيم الشام سيكون بداية مشجعة لتأكيد الانقسام في لبنان والعراق، لذلك يجب عدم التهاون مع هذه الفئة التي وصلت الى السلطة لتهدم كيان الأمة.

 

ان معارضة تقوم على عقيدة الوطن الواحد والأمة الواحدة وحدها الطريق الى خلاص الشام من داء بدأ يفتك بجسدها. إن ما تفعله ادارة الجولاني يسرّع من نهايتها إذا توفر للشام معارضة حقيقية تقرأ الزمن والمكان والناس والفرصة المناسبة. ان تقف جرمانا ومعها السويداء والجولان ضد حكومة الجولاني على قاعدة اسقاطها واسقاط النظام الذي تسعى اليه ،هذا بداية لموقف سنراه في دمشق الصابرة وفي حمص الممتعضة وفي حلب المنكوبة وفي حماة المسروقة وفي الساحل السوري الحائر والمفتش عن مخرج بعدما خانته المهادنة مع الجولاني وزمره وفي جميع المدن السورية في الشمال والحنوب.

 

ما يحصل في جرمانا فرصة للخير ومدخل للويل والناس هي التي تقرر مصيرها وتفصل بالموقف، والمسؤولية الأولى تقع على أصحاب عقيدة الوحدة ومبادئ الوحدة، فالفرصة لهم أي للامة كل الامة وعليهم أي على الامة كل الأمة.

 

فهل يستيقظ حزب الوحدة من نومه العميق ويعود من سفره الى جنائن الاحلام الخيالية ويبني على واقعه وواقع الأمة خطط الخلاص والنهوض في الامة؟

 

سؤال على أبناء عقيدة الواحدة الإجابة عنه.

سلطان باشا الأطرش ينادي السويداء وجرمانا ويقول لهما: لا تكونا مع العدو ،لا تكونا مع نظام الجولاني، لا تكونا ثورة الموحدين الدروز، كونوا شرارة الثورة السورية الثانية كي تمنعوا سايكس بيكو جديدة.

You might also like