رسالة ناشطة في “التيار” من “المذهب الجعفري”: لماذا أنا مع هذه الحالة الصافية لبنانياً؟! غادة عساف

 
تشيطن التيار الوطني الحر، وبقيت مع “الشيطان” .
لماذا أبقى مع الشيطان وأترك كل هؤلاء الملائكة؟ 
لماذا أنتسب الى “أبليس “” بحسب جعجعة أبواق صارخة مارحة على الطرقات ، دون حسيب ولا رقيب ، وبذريعة حرية التعبير المكفولة في الدستور اللبناني، ولا أكون في فرقة “الطوباويين ” المركونة على رصيف البلد والتلد ، تعيث في الدولة وسلطتها العميقة فصاحة وحصافة… 

تعاملت مع ملفات كثيرة، كما تعاملت الحكاية مع الأميرة النائمة ، كما تعاملت الساحرة مع حذاء ساندريللا، كما امتطى سندباد بساط الريح وألى جانبه علاء الدين الف ليلة وليلة. 

لماذا أقبل أن أواكب الشيطان “جبران باسيل” في زياراته الى كل المناطق اللبنانية ، بكل أطيافها الطائفية والمذهبية والطبقية، بكل تضاريسها المتنوعة جبلا وسهلا وساحلا ، 

بكل اتجاهات مغربها ومشرقها ، من دون أن يصدني حراس … من دون أن أجهد لمرافقته أيا يكن موقعي ، شهاداتي، أكسسوارات مظهري ، عنوان منزلي ، نوع سيارتي ، مع ربطة عنق أو بدونها ، مع سلسلة يتدلى منها صليب أو آية قرآنية أو سيف الأمام علي ، أو بدونهم … 

أستطيع وبكل أريحية التقدم نحو هذا “الشيطان” وأنا أهمس في نفسي كل مرة ” ما أجرأه  أو ربما ما أصدقه …ألا يخاف هذا  الجبران من أن يتسلل اليه كاره من هؤلاء “الصارخين في براري الصدأ والحقد والتجني” من أن ينال منه من دون مجهود يذكر …فالوصول الى هذا الرجل، وأخذ صورة معه ،والحديث أليه….. وسط صخب الجموع والحشود ، ليس بالأمر الصعب. 

 بينما تحقيق هذا السفر الميمون وملامسة طيف “الملائكة ” من القادة اللبنانيين  الآخرين، ذوي الشأن وأولي البأس، ذوي الأحتياجات الخاصة من الحرس والمرس ، أولئك القديسين الذين يرشح من نعالهم زيت الخدمة العامة والمصلحة العامة و حب العامة من الناس ، وتغليب مصلحة البشر على الحجر يتطلب ربما شيئا على قياس سفر برلك!

 

كيف أبقى مع “شيطان” مؤمن بوطن الله  ! 

مؤمن بقوة ردع العدوان عنه،
مؤمن بطاقات أبنائه في الداخل والخارج،
مؤمن بشرور العدو وضرورة مقاومته،
مؤمن بثروات بشره وأهله،
مؤمن بطيب عطر شهدائه
مؤمن بألوانه الجميلة الزاهية وب “أنا  خلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا”…
مؤمن بوطن أبناؤه أسياده ، كل من أعلى شأن كرامته هو من سادته ،  مؤمن بأن الأصغاء نعمة إلهية أعطاها الله للأنسان حتى يعمل بها داخل أروقة المصلحة الوطنية العليا ، وليس حاسة من حواس السمع لنهتف من خلالها أمرا بلغة عربية أو أجنبية،  مع لكنة أو بدون لكنة ، ويأتي بعدها طاعة..
 
ليس التيار الوطني الحر ، الا تلك “الحالة الشيطانية ” التي أن لم تكن موجودة ، علينا خلقها وتربيتها وتكبيرها وإمدادها بالروح والنفس لتبقى على قيد الحياة ونبقى نستمد منها إيمانا بحياة لبنانية نابضة بأشكال وألوان تشبه روح المسيح وتعاليمه … 

هذه الحالة ، ليست “معصومة ” …
فالأنبياء معصومون، أولياء الله معصومون، ألأئمة معصومون!
 
أما الظاهرة”العونية ” أو “الحالة التيارية” فهي انسانية الطبيعة ، تتفاعل مع تفاعلات الأحداث، تتسم بالديناميكية ، والديناميكية حركة فيها قياسات سرعة 

 مختلفة بحكم طبيعتها وقوتها…
فيها الفعالية والأنتاجية
فيها السرعة والتسرع
فيها الخطأ والصواب 

ولكن ، أهم ما فيها، أنها صادقة، أنها نابعة من إيمان حقيقي بوطن،  موزاييك الشرق، أنها تسعى لاحتواء تاريخ لا يعرف التبعية ولا الانحناء، أنها حالة لبنانية صافية ، صنعت في لبنان ، على قياسه، وأن الحاجة لها، في هذا الزمن ، حاجة لبنان لحالة  على قياس، التيار الوطني الحر . 

  

( ناشطة ، من المذهب الجعفري، في التيار الوطني الحر )

You might also like