ردع حزب الله يقلب المعادلة

الديار: إبتسام شديد-

كل الانظار المحلية والعالمية شاخصة الى جبهة الجنوب اللبنانية، لمتابعة مجريات المحاولة «الاسرائيلية» للتوغل البري، وما ستؤول اليه التهديدات «الإسرائيلية» بالتقدم العسكري لاحتلال جزء من الأراضي، لتأمين مستوطنات آمنة وحمايتها من صواريخ المقاومة من جهة، ومن اجل تدمير قدرات حزب الله من جهة أخرى، بعدما أعطى رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو مهلة محددة لإتمام العملية، على اعتبارها تتمة للضربات التي وجهها الى حزب الله، من مجزرة الأجهزة و”البايجرز» الى اغتيال الأمين العام الشهيد السيد حسن نصرالله، اذ يعتقد نتنياهو ان الوقت حان لتحقيق انجاز التقدم البري، بعد أسبوع من الاعتداءات الوحشية وقصف وقتل المدنيين.

استعجال نتنياهو كما هو معروف، مستند الى ما يعتبره تفوقا في العملية العسكرية التي بدأها على الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، مما يحتم استكمالها بالتدخل البري. فباعتقاده ان حزب الله فقد السيطرة على جزء كبير من قدراته القتالية، على اثر استهداف البنية التنظيمية للحزب، اذ تعتبر حكومة الحرب «الإسرائيلية» ان الدخول الى الحدود اللبنانية يقوي الأوراق التفاوضية فيما بعد، لكن بخلاف الحسابات «الاسرائيلية» فان السيناريو البري لن يكون على مستوى التوقعات «الاسرائيلية»، نظرا لقوة حزب الله العسكرية.

 

فالمواجهة الواقعة بعد التوغل، ستكون بين جيش وحزب يتمتع بقدرات قتالية كبيرة تم مراكمتها في السنوات الماضية، وبالتالي فإن دخول جيش نظامي الى نطاق جغرافي في مواجهة فرق عسكرية أنجزت ترتيبات من أنفاق وأفخاخ، سيكون انتحارا للجيش «الإسرائيلي» في جنوب الليطاني، حيث يصعب حسم المعركة والتكهن بمداها الزمني.

 

ومع ان المؤشرات جميعها تدل على ان جيش العدو سيكثف اعتداءاته، ويحول القرى الواقعة جنوب الليطاني الى أرض محروقة، فإن التوغل البري سيكون مكلفا حتما للجيش «الإسرائيلي» لعدة أسباب، فالفرق القتالية لحزب الله متخفية تنتظر هذه اللحظة التي أعدت لها من سنوات، ومزايا الحزب في الكمائن التي استخدمها في حرب تموز ٢٠٠٦، وكبدت العدو الإسرائيلي ثمنا باهظا.

 

فالصواريخ المضادة للدبابات ضربت بقوة الجيش المهاجم في معركة تموز، وفي تلك المرحلة لم يمتلك الحزب أنظمة دفاعية كما هي حاله اليوم، مما سيضع جنود العدو في مرمى فرق الحزب.

 

ووفق المعلومات فان نظام الاتصالات الذي يملكه حزب الله “تحت الأرض» مختلف عن التواصل في سائر المناطق، وهو لم يتأثر كما تقول المعلومات بتفجير أجهزة «البايجرز» من جهة، الأصعب من ذلك لجهة العدو هو في بقاء الجيش المهاجم في أرض محتلة، مما سيعرضه للضربات المتعددة.

لهذه الأسباب، من المتوقع ان تكون العملية البرية محدودة في الزمان والمكان، فقوات العدو ستكون فقط على مسافة قريبة من الحدود لن تتعدى الكيلومتر الواحد او اكثر بقليل، لأن كلفة التوغل البري والبقاء في ارض محتلة مكلفة حتماً.

You might also like