رجاءً توقفوا عن اصدار قراراتكم باسمنا فما بتّتم تشبهوننا بشيء (فرنسوا العلم)

يزداد يوما بعد يوم إدراك الشعب اللبناني بانه تعرض لأكبر عملية نهب جماعي قامت بها مصارف لبنان بمشاركة وتغطية من عصابة الطائف بسياسيّيها وإداريّيها ورجال مالها ودينها.
بداية أصيب الشعب بالذهول لوقاحة الجريمة وحجمها، وبعدها حاول افراديا ترتيب أوضاعه مع ناهبيه بالتي هي أحسن، الا انه استوعب أخيراً ان الجريمة قد وقعت بالفعل، وان نهب الناهبين له يستمر يوميا عبر “كابيتال كونترول” و”هيركت” غير معلنين وغير قانونيين يطبقان حصرا على “أوادم الشعب” بوقاحة متمادية من ناهبيه، بتغطية تتجدّد غب الطلب من الشركاء والمتدخلين في الجرم.
يعلم الكثيرون ان القاضي غادة عون وامثالها من القضاة الشرفاء، أعجز عن تحقيق الانتصارات الحاسمة في معركة غير متكافئة، مع عصابة متحكّمة بمعظم مفاصل السلطة على مدى ثلاثين سنة، لكن شجاعتهم واندفاعهم في رفع التحدّي قد ساهم الى حد ما، في إبقاء شعلة الامل مضاءة في نفوس الكثيرين من أبناء الشعب اللبناني المنهوب بإمكانية ولو متواضعة لاسترجاع بعض من حقوق نهبت، او لمحاسبة بعض المرتكبين ولو من الصف الثاني وما دون، كون المستويات الأعلى محصّنة بالخطوط الحمر ممن يفترض فيهم نشر القيم والأخلاق ….
الا ان ما اقدمتم عليه بالأمس، أيها السادة القضاة أعضاء المجلس الأعلى، خطير جداً، فقد انتزعتم من نفوس الشعب اللبناني المنهوب، آخر امل له، باسترجاع حق او بمحاسبة مرتكب بواسطة القضاء، ولم تُبقُ له الا الثورة.
فما من عاقل يصدق أن إقصاء القاضي غادة عون عن ملفها، لن يميّع التحقيق ويضيّع الحقيقة!
لقد بخلتُم أيها السادة، على من تنطقون الاحكام باسمه، حتى بالأمل الكاذب، ولم تتركوا له الا خيار استرجاع حقوقه بيديه، والأخطر من ذلك، انكم نقلتم أنفسكم من خانة الامل بمحاسبة المرتكبين واسترجاع الحقوق، الى دائرة استهداف أصحاب الحقوق المنهوبة ….
لقد خسرتم الفرصة الذهبية التي قدمتها لكم بشجاعتها ولحمها ودمها القاضي غادة عون وزملائها، فقط لو سكتتم، فقط لو امتنعتم، فقط لو قاومتم قليلاً .. لكن للأسف .. تقررون باسم الشعب اللبناني وتمتثلون لغير تطلعاته.
الاتحاد المسيحي اللبناني المشرقي
الأمين العام
فرنسوا العلم

You might also like