خاص tayyar.org –
تمثّل زيارة رئيس لجنة مراقبة وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي جوزيف كليرفيلد إلى بيروت محطة مفصلية في محاولة واشنطن إعادة ضبط الوضع الحدودي، بعد أسابيع من التصعيد الإسرائيلي الميداني. فالمسعى الأميركي لا يبدو هذه المرة محصوراً بالضغط السياسي، بل يتجه نحو تفعيل القنوات التقنية – العسكرية عبر لجنة مراقبة وقف إطلاق النار، في مؤشر إلى رغبة واشنطن باحتواء التوتر عبر إدارة مباشرة وميدانية للأزمة.
حملت اللقاءات التي أجراها كليرفيلد، وفق مصادر ديبلوماسية، “نَفَساً تنفيذياً” يعكس تبدّلاً في المقاربة الأميركية، من التلويح إلى الانخراط العملي في ضبط الحدود الجنوبية. ومع أن لبنان الرسمي يسعى إلى الظهور كطرف ملتزم بالقرار 1701، إلا أن محدودية قدرته على فرض سيادة الدولة الكاملة تجعل دوره أقرب إلى إدارة التوازن الهش أكثر من فرض الاستقرار الفعلي.
تأتي هذه الزيارة في لحظة إقليمية دقيقة، إذ تسعى واشنطن لمنع انزلاق المنطقة إلى أي تصعيد، خصوصا بعد قرار وقف الحرب في غزة، وهي المنكبة راهناً على معالجة المناطق الساخنة في الإقليم، لا سيما في البحر الأحمر والعراق. لذلك، يُفهم التحرك الأميركي كجزء من سياسة “إدارة التوتر لا حلّه”، أي منع الانفجار في انتظار معالجة أسبابه البنيوية. بهذا المعنى، يقف لبنان أمام اختبار جديد: هل تنجح واشنطن في تثبيت الهدوء أم تُكتفى بتأجيل الانفجار إلى موعد لاحق؟


