نظّمت ثانويّة مار يوسف للرّاهبات الأنطونيّات – كسارة زحلة،Café Philosophique بعنوان “لبنان… شو الحل؟”، في مطعم التلال – بيت الست، بمشاركة طلّاب الصفوف النهائيّة الذين طرحوا خمس مقاربات للحلّ، متبارين حول أولويّة القضاء، والإدارة، والدين، والإعلام، والتربية، وتولّى الإعلاميّون بسام أبو زيد، سمر أبو خليل، ماجد أبو هدير، نورا زعيتر، وربيكا سمعان، تبنّي كلّ محورٍ من هذه المحاور إلى جانب الطلّاب المعنيّين، بعد تحضيرٍ دام قرابة الشهرين.
مساء الجمعة في 31 تشرين الأوّل، جرت السهرة الحواريّة في أجواء فكرية راقية، استُهلّت بالنشيد الوطني اللبناني، ثمّ نشيد المدرسة. بعد ذلك ألقت رئيسة المدرسة، الأم رولا كرم، كلمةً ترحيبيّة شدّدت فيها على أهميّة الإرادة التي يتحلّى بها شباب اليوم، إذ على الرغم من كلّ الظروف الصعبة التي يمرّ بها الوطن، ما زالوا يناضلون بفكرهم وعقلهم لإيجاد الحلول للبنان. وفي ختام كلمتها، أطلقت الأم كرم جرس ال Café Philosophique، وسلّمت إدارة الحوار إلى الدكتور جورج حرب.
انقسم النقاش إلى خمس جولات، قدّم خلالها طلّاب الصفوف النهائيّة أفكارهم وحلولهم المقترحة، وتخلّلت الجولات فقراتٌ فنيّة مستوحاة من المحاور المطروحة، وقد شهدت الجلسات مداخلات حادّة وحماسيّة بين الإعلاميّين والطلّاب وبعض أولياء الأمور، عكست عمق التفاعل الفكري وروح التنافس الإيجابي، وأضفى الشاعر حبيب أبو أنطون نكهةً مميّزة على الأمسية من خلال مداخلاته الشعريّة التي تناولت لبنان الوطن، ونالت تصفيق الحاضرين.
تألّفت لجنة الحكم من الدكاترة سونيا شمعون، زياد مكنّا، مارك الرياشي، نبيل خوري، والشاعر حبيب أبو أنطون، واختارت في ختام الحوار صفّ SVB كأفضل فريقٍ من خلال عرض أفكاره، كما منحت اللجنة ست جوائز فرديّة لطلّابٍ تميّزوا بسرعة البديهة، والحضور، والشخصيّة، والموهبة الفنيّة، والجواب الذكي، والفكرة الأجمل، واختُتم الحفل بتوزيع الكؤوس والميداليّات على الفائزين، وشهادات تقديرٍ سلّمتها الأم كرم لكلّ من الإعلاميين المشاركين في الحوار، وأعضاء اللجنة المشاركين في التقييم، وقدّمت درعاً تقديريّاً للدكتور جورج حرب، وذلك في أجواءٍ احتفاليّة عمّتها الحماسة والفرح.
إنّها تجربةٌ رائدة تستحقّ التعميم على مستوى لبنان، إذ نجحت ثانويّة مار يوسف الأنطونيّة في إخراج المواد التلقينيّة والنظريّة من إطارها الضيّق، إلى فضاءٍ عقليّ وعمليّ يطوّر حسّ النقد والمنطق والأسلوب لدى الطلّاب، وهي من الكفايات الأساسيّة التي تدعو إليها المناهج التربويّة الحديثة.


