بينما كانت الولايات المتحدة و»اسرائيل» تستبيحان شوارع بيروت بالنار والبارود، وتناوران بالديبلوماسية للضغط على المقاومة والدولة اللبنانية ، بهدف الحصول على تنازلات في المفاوضات المفترض ان تبدأ جديا اليوم، رد حزب الله على استباحة قوات الاحتلال للعاصمة بعد استهداف مار الياس، ورأس النبع، وزقاق البلاط،، بضرب قلب «تل ابيب» بصواريخ باليستية متطورة من نوع «فتاح 110»، احدثت اضرارا كبيرة واوقعت قتلى وجرحى، وادت الى انقطاع الكهرباء في «رمات غان».
والاهم انها اعادت تذكير حكومة اليمين المتطرف بان «بأس» حزب الله لا يزال كبيرا، وقدراته الصاروخية بخير، وارادة القتال لا تزال كبيرة، ولهذا فان كسر قواعد الاشتباك ممنوع وسيكون له ثمن باهظ جدا، اذا قرر بنيامين نتانياهو ومعه الادارة الاميركية محاولة «ليّ ذراع» لبنان ومحاولة استباحة سيادته واخضاعه، وقد اختصرت القناة «ال12» العبرية المشهد بالقول ان نصرالله «يقتلنا وهو ميت».
ديبلوماسيا، وبعد مناورة لم تدم لساعات، تم تأكيد زيارة المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين إلى بيروت، واعلن رئيس المجلس النيابي نبيه بري انها في موعدها اليوم، مستغربا الحديث عن الغائها، وذلك بعد ان تم تسليم ملاحظات لبنان على مسودة اقتراح وقف إطلاق النار إلى الجانب الأميركي. وقد اعلنت القناة ١٢ «الإسرائيلية» انه تم إبلاغ «إسرائيل» بتوجه هوكشتاين إلى بيروت، بعد تلقيه توضيحات تمكن من التوصل الى اتفاق. من جهتها، اكدت هيئة البث «الاسرائيلية» ان «إسرائيل» وافقت على بحث النقاط الخلافية بشأن الحدود البرية الدولية في إطار تسوية مع لبنان.
ووفقا لمصادر سياسية مطلعة، فان حزب الله قد سلم بري يوم الاحد، ملاحظاته غير المكتوبة، وبشكل عام، ليس هناك اعتراضات جوهرية، يمكن ان تؤدي الى عرقلة الاتفاق. اما حديث بعض الجهات الاعلامية والسياسية اللبنانية التي تروج للدعاية «الاسرائيلية» عن عرقلة من قبل حزب الله، فهي ليست الا اكاذيب وفبركات من ضمن حملة مكشوفة لم تعد تخدع احدا. اما ثوابت حزب الله فهي ثلاث: اولا وقف الحرب، وثانيا حماية السيادة اللبنانية، وثالثا الا يحصل الاحتلال في السياسة على ما عجز عن تحقيقه في الميدان.
ووفقا لمصدر مطلع، فان المقترح الأميركي بالنسبة لحزب الله يشكّل «إطارا تأسيسيا» لأي اتفاق محتمل لوقف النار، لكنه في الوقت عينه يشدّد على أن المقترح يحتاج إلى نقاش ، ولفت إلى أن حزب الله «يعتبر نص اتفاق وقف النار جيدا من حيث المبدأ، ولكن صياغته تحتاج الى التعديل. علما ان حزب الله يعتبر أن «إسرائيل» فقدت «جدوى القتال»، وهو يتمسك بالـ1701 ويراهن على صمود الجبهة ومواصلة إطلاق الصواريخ، وهو يشير الى أن «إسرائيل» لا يمكنها تحقيق انتصار حاسم، ولن تأخذ في السياسة ما فشلت في اخذه بالميدان…
وكان موقع «اكسيوس» الاميركي قد تقصد تسريب اجواء سلبية، ونقل عن مسؤول اميركي قوله ان ثمة اعتراضا اميركيا على بعض الملاحظات اللبنانية، كما ثمة اعتراضات على تجاهل بعض النقاط، ولهذا قررهوكشتاين تأجيل زيارته، وقد تلا هذا الموقف بساعة غارة «اسرائيلية» على منطقة زقاق البلاط في بيروت، مستهدفة مدنيين، ما ادى الى استشهاد 5 مواطنين وجرح العشرات.
وقد وصفت مصادر رسمية ما حصل بأنه «قنابل دخانية»، لان الملاحظات اللبنانية كانت حول بعض التعابير، ولم تكن هناك اي تعديلات جوهرية على المسودة، وهو امر يطرح علامات استفهام حول حقيقة النيات «الاسرائيلية»، حيث تثار الكثير من الشكوك حول جدية نتانياهو في التوصل الى وقف للنار.
ونقل الموقع عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الوسيط الاميركي أموس هوكشتاين أبلغ رئيس مجلس النواب نبيه بري تأجيل زيارته لبيروت، لحين توضيح موقف لبنان من اتفاق التسوية. وقال المسؤولون «نريد إجابات من الجانب اللبناني قبل مغادرة هوكشتاين لبيروت، والكرة باتت في الملعب اللبناني». من جهته اعلن زعيم حزب «معسكر الدولة» «الإسرائيلي» المعارض بيني غانتس أن «شرط أي اتفاق مع لبنان هو حرية العمل «الإسرائيلي» بشكل مطلق مقابل كل خرق للاتفاق.
وفي التصدي البطولي المستمر برا على جبهتي حولا وشمع، حيث افيد عن احراق 4 دبابات ميركافا، دوت مساء أصوات الانفجارات في «تل أبيب» ومحيطها، واندلعت الحرائق في احد شوارعها بعد سقوط صاروخ ، إثر اطلاق حزب الله صلية صواريخ باليستية نوعية. وأفادت «القناة 12 الإسرائيلية» في أنباء أولية عن إصابة حافلة في «بني براك» قرب «تل أبيب» بعد تفعيل صفارات الإنذار، وذكرت أنَّ الدفاع الجوي أخفق في اعتراض صاروخٍ باليستي أُطلق من جنوب لبنان وسقط في المنطقة المذكورة، وافادت معلومات عن اغلاق مطار بن غوريون. وفيما ذكرت وسائل إعلام وخدمة الإسعاف «الإسرائيلية» بإصابة 5 أشخاص، إثر سقوط شظايا صاروخ في «تل أبيب»، اكدت وسائل اعلام «اسرائيلية» سقوط قتلى.
في موازاة ذلك، أعلن حزب الله أنه استهدف قاعدة عسكرية قرب حيفا بالمسيّرات، وقالت هيئة البث «الإسرائيلية» إنه تم استهداف منطقة «تل أبيب» بـ4 صواريخ في آخر رشقة من لبنان.