في زمنٍ تاهت فيه البوصلة الوطنية، يبقى اسم العماد ميشال عون علامة فارقة في تاريخ لبنان الحديث، ورمزًا للرجل الذي لم يساوم يومًا على كرامة وطنه ولا على حقّ شعبه. فمنذ دخوله المؤسّسة العسكرية، حمل همّ الوطن على كتفَيه، فكان القائد الذي لا يعرف إلا الشرف والانضباط والإيمان بلبنان الواحد، السيّد، المستقلّ.
من ساحات المواجهة إلى قصر بعبدا، كانت مسيرة الرئيس عون درب نضالٍ طويل، مكلّلة بالتضحيات والمواقف الجريئة. في عزّ الانقسامات والحروب، رفع راية الدولة حين أراد كثيرون إسقاطها، ودافع عن وحدة الجيش حين حاولوا تفكيكه. كانت معركة ١٣ تشرين محاولةً لإلغاء”الحالة العونية”، فإذا بها تتحوّل إلى شرارة وعيٍ وولادة نهجٍ جديدٍ في الحياة السياسية اللبنانية – نهجٍ وطنيٍّ عابرٍ للطوائف، حمل راية السيادة والإصلا…


