السيد نصر الله يستذكر مواقف العمادين عون ولحود… “منيح إنو إلتقى رئيس الجمهورية حمى المقاومة”

الثبات: حسان الحسن-

في ٢٥ أيار ٢٠٠٠ المجيد، يوم تم دحر “الصهيونية” وعملائها عن الأراضي اللبنانية، فلا بد من الإضاءة على صفحةٍ مشرّفةٍ ومواقف استثنائية انحفرت في تاريخ لبنان المقاوم، لرجلٍ قلّ نظيره، ألا وهو فخامة المقاوم الرئيس العماد إميل لحود، الذي أرسى المعادلة الذهبية: “شعب، جيش، ومقاومة”، فأنجز بها لبنان تحرير أراضيه من رجس الاحتلال الصهيوني، ثم هزيمته في عدوان تموز من العام 2006، وإجباره على إطلاق المعتقلين اللبنانيين في سجونه، وعلى رأس عميد الأسرى العرب الشهيد سمير القنطار في تموز من العام 2008.

كذلك فقد دفعت هذه المعادلة العدو إلى الموافقة على شروط لبنان في شأن ترسيم الحدود البحرية مع فلسطين المحتلة، بالتالي التوقيع على اتفاق “الترسيم” في تشرين الأول 2022، بوساطةٍ أميركيةٍ.

لذا عجبًا كيف يطالب بعض الساسة اللبنانيين بوضع خطةٍ استراتيجية دفاعيةٍ لحماية لبنان، في وقتٍ أثبتت فيه المعادلة المذكورة مدى فاعليتها يومًا بعد يوم، خصوصًا في وحدة الميدان اليوم بين لبنان وفلسطين وسواهما، في مواجهة “إسرائيل” ومخططاتها العدوانية التوسعية.

لا ريب أن الفضل الكبير في تحقيق إنجاز التحرير يعود لتضحيات رجال المقاومة وصبر عوائلهم وثباتهم على نهجهم بإيمانٍ واحتساب، لكن أيضًا نستذكر هنا مواقف الأمين العام لحزب السيد حسن نصرالله، الذي كان يثني فيها على دعم الدول والقادة الذين وقفوا إلى جانب المقاومة وأسهموا في تحقيق نصرها، وفي طليعتهم: إيران وسورية، والرئيسان العمادين إميل لحود وميشال عون، وكل من وقف إلى جانب هذه المقاومة، بشهادةٍ من سيدها في مواقفٍ عديدةٍ له، أضاء بها على أدق المراحل التي مرت بها حزب الله، تحديدًا بين 1991 و2006، فكان نجم لحود ساطعًا فيها، ومواقفه الشجاعة متقدمةً على الجميع، من دون استثناء، كما ذكر السيد نصر الله نفسه.

ومن أبرز محطات “فخامة المقاوم” المشرقة، يوم سعت حكومة فؤاد السنيورة الأولى إلى هزيمة المقاومة من الداخل، بعد انتصارها على العدو “الإسرائيلي” في عدوان تموز 2006، وذلك في أول جلسة لمجلس الوزراء، انعقدت بعد هزيمة “إسرائيل” في شهر آب من العام المذكور، في وقتٍ كان كل العالم يقف ضد حزب الله، حتى الصين وروسيا أدانو في حينه أسر حزب الله الجنديين الصهيونين، ما عدا إيران وسورية، ووحدها دمشق أبدت استعدادها لدخول الحرب إلى جانب المقاومة، غير أن السيد نصر الله أكد للرئيس السوري بشار الأسد أن “المجاهدين قادرين على إلحقاق الهزيمة بالعدو من دون تدخل رفاق السلاح في الجيش العربي السوري”.

 

بالعودة إلى جلسة الحكومة المذكورة آنفًا، فقد دخل لحود قاعة مجلس الوزراء لترؤسه، وكان مقر “المجلس” وقتذاك في منطقة المتحف، وإذ فوجئ بوجود قائد الجيش العماد ميشال سليمان وفي حوزته خرائط، كان الغرض منها عرض خطته لانتشار وحدات الجيش في الجنوب، تحديدًا في منطقة جنوب نهر الليطاني، وبالتالي “تطبيق القرار 1701”.

وقال وزير الإعلام في الحكومة السنيورة الأولى؛ غازي العريضي: ” لن يكون هناك أي سلاح أو سلطة أياً كانت خارج سلطة الحكومة اللبنانية”. في المقابل، أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله بدوره “رفض حزب الله الانسحاب من جنوب الليطاني”، قائلا: “إن عناصر الحزب من أبناء المنطقة، وأي خروج لهم هو إفراغ لها من سكانها”، ما يؤشر بوضوح إلى محاولة الحكومة المذكورة إقحام الجيش في مواجهةٍ مع المقاومة التي ألحقت الهزيمة بـ”إسرائيل”، غير أن فخامة المقاوم كان لأعداء المقاومة في الداخل بالمرصاد، وطلب من سليمان مغادرة القاعة، ومن فنيش الاتصال بسيد المقاومة، وإبلاغه بما تتخطط له حكومة السنيورة، وكان للحود ما أراد، وباءت خطتهم بالفشل بفضل وجود الرئيس المقاوم على رأس مجلس الوزراء.

والمستغرب يومها كان موافقة كل مكونات هذه الحكومة على انتشار الجيش في الجنوب، باستثناء وزيري البيئة والطاقة والمياه يعقوب الصراف القريب من لحود، ومحمد فنيش ممثل حزب الله في الحكومة، وذلك بعد “انتفاضة لحود” على المؤامرة.

وفي 18 كانون الثاني من العام 2010، الذي يصادف ذكرى مولد الرئيس لحود، تلقى دعوةً من السيد نصر الله إلى مائدة العشاء، وكانت مناسبة لعرض أحداث ومواقف عديدة، منها إحباط الرئيس المقاوم لمخطط حكومة السنيورة المذكور، وقال الأمين العام لحزب الله للرئيس لحود: “كنت أنا والقائد الشهيد عماد مغنية، يوم وضعنا الأخ محمد فنيش بصورة ما حدث في مجلس الوزراء، فقلت يومها للحاج عماد: منيح إنو إلتقي رئيس الجمهورية حمى المقاومة”.

You might also like