عقب الإعتداء الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت وعملية إغتيال إسماعيل هنية، كتب النائب اللواء جميل السيد على حسابه عبر منصة X التالي: “الإغتيالات؟!
هي وسيلة قتل إرهابية تلجأ اليها الدول أو الأفراد وتهدف إلى الإلغاء الجسدي لخصمٍ أو عدوّ عجزوا عن هزيمته في ميدان المواجهة العلنية المشروعة، ومن أهدافها أيضاً رفع المعنويات في صفوف هذا الفريق وضرب المعنويات وترهيب الفريق المعادي…
لذلك عندنا،
ومنذ ٧ تشرين الأول إلى اليوم، لم تستطع إسرائيل الحسم في أي جبهة عسكرية ولا سيما في غزة ولبنان،
لا بل إنقسم مجتمعها إلى اجزاء متناحرة، وسقطت صورتها كدولة قوية وقادرة بحيث بدت غير قابلة للحياة من دون دعم مالي وسياسي وعسكري خارجي ومن دون حماية من أساطيل الغرب وصواريخه وطائراته وذخائره…
محاولة إغتيال الأمس في بيروت والتي لم تظهر نتيجتها بعد، وإغتيال إسماعيل هنية صباحاً في طهران، هما ضربة ورسالة إسرائيلية مزدوجة إلى رُكني المقاومة في غزة ولبنان اللذيْن هشّما صورة إسرائيل الخارجية وأظهرا عجز جيشها وتشرذُم دولتها ومجتمعها داخلياً بما لم تختبره منذ إنشائها عام ١٩٤٨…
بالطبع، لا يمكن الإستخفاف بالتأثير والألم النفسي والمعنوي الذي تسببه تلك الإغتيالات،
ولكن ما تتجاهله او لم تدركه إسرائيل حتى اليوم، هو أنها لم تعُد بمواجهة عسكرية مع جيوش تقليدية بل هي تواجه أصحاب عقيدة قتالية إيمانية مقاوِمة يرون في إسرائيل كياناً معتدياً على الحق ومغتصباً للأرض ومُستعبِداً لأهلها،
وأنها كلما توهّمْت أنها قضَت على جيلٍ منهم، خرج بعدهم جيلٌ أكثرُ صلابةً وأعمقُ إيماناً وأقوى عزيمةً وأعلى كفاءةً وأوسعُ عِلماً وأسرَعُ إستعداداً للشهادة،
لذلك، ورغم الألم،
المسألة بين إسرائيل وأهل المقاومة حيثما كانوا هي مسألة وقت،
والوقت لم يكن أبداً عبر التاريخ لصالح المُحتلّ والمغتصِب على حساب صاحب الأرض،
والوقت لم يكُن أبداً لصالح الخائف من الموت على حساب المقاوم الذاهب إليه طوعاً،
والوقت لم يكُن أبداً لصالح الآلة مهما تطوّرَتْ على حساب الإنسان مهما بدأ أعزلاً…
وبالخلاصة،
هي سياسة إسرائيل الدائمة في الهروب الى الأمام والمراهنة على الزمن لسلب الأرض وتهجير أهلها في فلسطين وقضم الحدود في لبنان بدلاً من التسليم بالواقع وإعادة الحقوق إلى أصحابها،
وكم من جاهلٍ في التاريخ هربَ إلى الأمام إنقاذاً لنفسَهِ وإكتشف بعد فوات الأوان أنه كان يركض إلى حتْفِهِ…