وجه رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل كتاباً إلى رئيسي مجلس النواب وحكومة تصريف الأعمال، ووزير الداخلية والدفاع، ورؤساء الأجهزة الأمنية، ورؤساءأحزاب وكتل نيابية، طلب فيه اتخاذ كل الإجراءات اللازمة على الصعيدين السياسي والأمني، لمواجهة مخاطر الفتنة والتمسك بدور الدولة والأجهزة الأمنية والشرعية. كما طلب من رؤساء الأحزاب إعطاء التوجيهات الى المحازبين بالإمتناع عن القيام بأي خطوات من شأنها التسبّب بأي إحتكاك أو استفزاز بين الأهالي المستضيفين والوافدين وإبلاغ القوى الأمنية الشرعية بأي احتكاك لتقوم هي بما يلزم.
وطالب كذلك بإعطاء التوجيهات الى المحازبين والمناصرين والمكلّفين بمتابعة مراكز الإيواء، للإمتناع عن القيام بكل ما من شأنه إثارة الريبة عند الأهالي المقيمين أو التسبّب بمخاوف أمنية وبتعريضهم للخطر أو القيام بمظاهر مسلّحة تدفع الى اتخاذ إجراءات مماثلة والركون دائمًا الى الأجهزة الأمنية.
وجاء في كتاب رئيس التيار الوطني الحر:
“ان ما تقوم به اسرائيل من محاولة احتلال أراضٍ لبنانية بالتزامن مع تدمير ممنهج للمباني وتهجير منظّم للأهالي خاصةً في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية هو واضح المعالم، كما انه واضح الأهداف بالنسبة لنا منذ زمن، اذ سبق ان حذّرنا منذ فترة طويلة في الإعلام أنه لا يمكن لنتنياهو أن يقوم بحرب من الخارج على لبنان دون ان تترافق مع محاولة إفتعال حرب من الداخل.
الهدف اذًا هو عملية تهجير طويلة الأمد للمواطنين ولاسيما أبناء الطائفة الشيعية من أرضهم باتجاه كافة المناطق اللبنانية، من دون أن يتمكّنوا من العودة السريعة الى منازلهم، يترافق ذلك مع عملية شحن للنفوس وتحريض اللبنانيين على بعضهم البعض تقوم بها اسرائيل ونتنياهو نفسه ويغذّيها بعض الاعلام الخارجي والداخلي ويؤجّجها بعض اللبنانيين في الداخل، مما يتسبّب بإحتكاكات بين الأهالي الوافدين والأهالي المقيمين وتزيد من حدّتها الظروف المعيشية والمالية الصعبة التي يمرّون بها، ممّا يخلق مشاكل متنقّلة في المناطق بين المكوّن الشيعي والمكوّنات الأخرى، (اضافة الى مشاكل داخل المكوّن الشيعي نفسه)، وهذا كلّه يؤدّي الى فوضى عارمة متزامنة مع غارات اسرائيلية تستهدف المناطق المضيفة بهدف ترويع الأهالي المقيمين وتخويفهم من الأهالي الوافدين وابعادهم عنهم، وذلك بنيّة اسرائيلية مكشوفة لعزل المكوّن الشيعي عن بقية مكوّنات المجتمع اللبناني، ممّا سيؤدّي الى خلق فتن متنقّلة بين المذاهب والمناطق لا يمكن ان تضبطها الاّ القوى الأمنية الشرعية. امّا غياب هذه القوى فسيؤدّي حكماً الى حصول عمليّات تسلّح فردية وجماعية، واللجوء الى فكرة الأمن الذاتي، وهذا كلّه ينتج، لا سمح الله، اشعال حروب بين اللبنانيين، وهو المبتغى الاسرائيلي النهائي الذي يكون تكراراً لسيناريو وواقع عاشه لبنان في السبعينات”.