الأنباء الكويتية: بيروت: زينة طبارة-
قال عضو تكتل «لبنان القوي» النائب جيمي جبور في حديث إلى «الأنباء»: «لا شك في ان المخاوف من تصعيد إسرائيلي بعد زيارة بابا الفاتيكان ليو الرابع عشر إلى لبنان قائمة ولا يمكن إنكارها، خصوصا ان الرسائل التي ينقلها المندوبون الدوليون، إضافة إلى مواقف وتصريحات المسؤولين الإسرائيليين التي تبعث على القلق، وتوحي بأن القادم من الأيام لن يكون باردا على المستويين الأمني والعسكري، في وقت ما عاد باستطاعة لبنان ان يتحمل المزيد من الانزلاقات الأمنية، بما تحمله من دمار وتهجير ومآس اجتماعية».
وأضاف «الحرب القادمة اذا اندلعت، ستكون مختلفة بالشكل والمضمون عن صورة حرب الإشغال والاسناد. ولا يمكن بالتالي المقارنة بينهما لاسيما لجهة الأسباب والنتائج والتداعيات. حرب الاسناد في 8 أكتوبر 2023 كان حزب الله من بادر إلى إطلاقها، بمعزل عن رأي وقرار حكومة الرئيس نجيب ميقاتي وقتذاك. فيما الحرب المقبلة ان حصلت، ستفرض على لبنان وسط رفض اللبنانيين لها. من هنا نحن في التيار الوطني الحر نضم صوتنا إلى صوت رئيس الجمهورية العماد جوزف عون، القاضي بالتفاوض مع إسرائيل تحت عنوان وقف الحرب وإنهاء الاحتلال».
وردا على سؤال، قال جبور «المشكلة الأساسية التي تواجه لبنان، انه يفتقد أقله في الوقت الراهن أوراق القوة في التفاوض مع إسرائيل، خصوصا ان ورقة سحب سلاح حزب الله ليست بيد الحكومة اللبنانية بقدر ما هي بيد اللاعب الايراني في لبنان والمنطقة. وبالتالي على كل من الولايات المتحدة وإسرائيل ان تصحح بوصلة تعاملها مع لبنان، وتذهب بالاتجاه الصحيح فيما لو أرادت فعلا الوصول إلى حل في هذا المقام، أي باتجاه التفاوض مع ايران صاحبة الحل السريع والربط النهائي في موضوع سلاح حزب الله».
وتابع في السياق «نحن مع حصرية السلاح بيد الدولة وحدها لا غير، لكن من خارج التوترات والاستفزازات وسياسة النميمة والتحريض التي يمارسها البعض، والتي لا طائل منها سوى إدخال البلاد في نفق جديد من الصراعات الداخلية وبالتالي في أزمة أمنية لا تحمد عقباها. من هنا أهمية الحوار والنقاش بين اللبنانيين، فيما لو أرادوا فعلا تطبيق قرار الحكومة بسحب السلاح وحصره بيد المؤسسة العسكرية».
وعما اذا كانت المخاوف من حرب إسرائيلية مقبلة ستنسحب على المواعيد الدستورية للاستحقاق النيابي في مايو 2026، قال جبور «من الخطأ ان نبني احتمالات تأجيل الانتخابات النيابية على فرضيات وتحليلات ومزاعم. وعلينا بالتالي كلبنانيين مسؤولين ومواطنين ان نكون مستعدين لخوض المعركة الانتخابية بمعزل عن التكهنات والفرضيات. لكن ما يجب الإضاءة عليه، هو ان الخوف الحقيقي على الانتخابات آت من الأزمة التشريعية الراهنة، خصوصا ان مواقف وتصرفات المقاطعين للجلسات التشريعية تنم عن خلفية دفينة بتعميق الأزمة التشريعية في سياق سعيهم إلى تأجيل الانتخابات».
وختم جبور بالقول «الحقيقة الدامغة تؤكد اننا نعيش أزمة سياسية مفتعلة اكثر مما هي أزمة تشريعية. وبالتالي نأمل انطلاقا من حرصنا على إنجاز الاستحقاق النيابي في مواعيده الدستورية، ان يصار إلى إبرام تسوية تخرج قانون الانتخاب من دائرة التجاذبات السياسية وتعيد الانتظام العام إلى العمل التشريعي. ومن الأفضل للبنان واللبنانيين مقيمين ومنتشرين، ان يصار إلى اعتماد التسوية التي اقترحها رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، والتي تعطي الناخبين خارج لبنان حرية الاقتراع اينما وجدوا في دنيا الاغتراب اما لـ 128 نائبا، واما لـ 6 نواب موزعين طائفيا ومذهبيا على القارات كافة».


