الأخبار: خيارات الثنائي تحت سقف الاستقرار

الأخبار: لم تكَد أيام تمرّ على مصادقة سلطة الوصاية على أهداف الورقة الأميركية، وأهمّها نزع سلاح المقاومة، وبينما كانَ وزير خارجيتها يوسف رجّي مشغولاً في صياغة بيانات رداً على علي أكبر ولايتي مستشار قائد الجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد علي خامنئي، ورغمَ تصريحات رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو عن تناسق المساعي مع الحكومة اللبنانية، كان العدو الإسرائيلي يمعن جنوباً في تكريس احتلاله عبرَ مواصلة تحصين الموقع العسكري السادس المُستحدث خارج النقاط الخمس، والذي يقع قرب مستوطنة مسكاف عام، في منطقة خلّة المحافر جنوب بلدة العديسة.

 

ما يفعله العدو مجدّداً، يعكس مدى وهمية شعار بسط الدولة سلطتها على كامل أراضيها، ولو على حساب الاستقرار والسلم الأهلييْن، كما حال التحريض الذي رافقَ استشهاد 6 جنود أول من أمس، في منطقة وادي زبقين (قضاء صور)، حيث حاول أعداء المقاومة إلصاق التهمة بحزب الله وبأنه قامَ بتفخيخ المخزن رداً على قرار الحكومة غير الشرعي.

 

بعد اتخاذ القرار، ودخول البلاد مرحلة جديدة، بدأت السلطة تستشعر حجم الخطأ الذي ارتكبته، وفقَ ما يُعبّر عنه في الكواليس السياسية، وثمة سؤال بدأ يلحّ على الذهن، لماذا لا تبادر واشنطن والرياض إلى منح الدولة اللبنانية أي ورقة لرفعها في وجه الناس كحجة وبرهان على فعالية العمل الدبلوماسي والسياسي، فيما يظهر أركان السلطة أنهم مُرغمون على تقديم المزيد من التنازلات من دون مقابل، وهو ما يُنتظر بحثه خلال الزيارة المُرتقبة للمبعوث الأميركي توم برّاك إلى لبنان الأسبوع المقبل، وحيث تردّد أنه سيصطحب معه الموفدة السابقة مورغان أورتاغوس؟

 

حين تصبح الحكومة مرآةً للاحتلال، تعمل على صياغة المجتمع ومؤسساته ليكون تابعاً بالكامل

تهيّب السلطة للجو الشعبي الغاضب من هذا القرار، والتحركات الشعبية اليومية التي يقوم بها جمهور المقاومة، تسبّبا بإرباك وسط ضغوط من الجهات الخارجية على الجيش والقوى الأمنية لمواجهة هذا الشارع، علماً أن قيادة الجيش لا تزال تتصرف حتى اللحظة حيال الأزمة كأنها أكثر إدراكاً من المستوى السياسي لحقيقة ما تشهده البلاد.

 

وفي مقابل هذه الخشية، تطمئن هذه السلطة من موقف الثنائي الذي لا يزال يضبط نفسه، ويؤكّد حرصه على عدم الانجرار إلى مشكل داخلي تريده الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وتدفعان إليه، وعليه لا يزال هذا الفريق يناقش خياراته السياسية في مواجهة هذه القرارات. وحتى يوم أمس، كان التنسيق لا يزال قائماً بين حزب الله وحركة أمل، مع ميل إلى عدم الانسحاب من الحكومة أو استقالة الوزراء، استناداً إلى تجربة سابقة مع حكومة الرئيس فؤاد السنيورة التي واصلت الانعقاد واتخاذ القرار بمعزل عن غياب مكوّن أساسي في البلد.

 

وقال مطّلعون إن «التواصل بين الثنائي ورئيس الجمهورية جوزيف عون مقطوع منذ جلسة الحكومة ما قبل الأخيرة، رغمَ الرسائل التي تنقلها بعبدا بأنه لم يكن هناك من خيار آخر، بسبب الضغوط الكبيرة التي يتعرّض لها البلد وتهديده بتصعيد إسرائيلي».

 

وأشار هؤلاء إلى أن «حزب الله ينتظر موقف الجيش اللبناني للانتقال إلى إطار آخر من التعامل السياسي، وتحديد خطواته المقبلة والتي لن يكون التظاهر والتحرك الشعبيان بعيديْن عنها، لكن كلّ شيء سيكون متوقّفاً على أداء السلطة في الأيام والأسابيع المقبلة».

You might also like