الوطن السورية: ذكّرت سورية مجدداً أشقاءها العرب بالتداعيات الخطيرة التي تفرضها الإجراءات القسرية الأحادية الجانب غير الشرعية على الشعب السوري، وبتداعيات وجود قوات الاحتلال التركي والأميركي على مساعيها في إعادة الإعمار، معربة عن تطلعها لدعم الأشقاء لكسر الحصار والشروع بمشاريع التعافي المبكر.
موقف دمشق جاء على لسان وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد في البيان الذي ألقاه أمس خلال اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في القاهرة ضمن الدورة العادية الـ161، والذي أشار فيه إلى أن سورية تواجه تحديات كبيرة تتمثل بوجود المجموعات الإرهابية على أجزاء من أراضيها، إضافة إلى قوات الاحتلال الأميركي والتركي في شمال، وشمال شرق البلاد، يضاف إلى ما سبق الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب غير الشرعية التي تفرضها الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون على الشعب السوري، وأضحت هذه الإجراءات سلاحاً تستخدمه تلك الدول بانتظام ضد جميع الدول والشعوب التي ترفض الضغوط والإملاءات الغربية، ولا تسير في النهج والطريق المرسوم لها.
وشدد المقداد على أن هذه الإجراءات غير الشرعية تشكل الآن، إضافة إلى وجود قوات الاحتلال التركي والأميركي، حجر العثرة الرئيسي في وجه سعي سورية إلى إعادة الإعمار، وتنفيذ مشاريع التعافي الاقتصادي، معرباً عن تطلع سورية إلى دعم الأشقاء العرب لكسر الحصار الاقتصادي الغربي غير الشرعي على الشعب السوري، والشروع بمشاريع التعافي المبكر، وهو ما يسهم بكل تأكيد في عودة الاستقرار إلى جميع ربوع البلاد، ويعزز قدرات سورية في مكافحة الجريمة وفرض الاستقرار واستتباب الأمن، ويدعم سعيها لعودة المهجرين جراء الحرب الإرهابية التي فرضت عليها.
ولفت المقداد في كلمته إلى ما يجري في فلسطين، وقال: «مع يقيننا بدعم واشنطن غير المحدود لربيبتها إسرائيل، وأنها لن تسمح أبداً بصدور أي قرار دولي يعطل العدوان الإسرائيلي الوحشي، إلا أن «الفيتو» المستخدم ضد مشروع القرار العربي الأخير الذي تقدم به أشقاؤنا في الجزائر أمام مجلس الأمن نيابة عن المجموعة العربية، والذي كان يمثل الحد الأدنى المقبول لوقف إطلاق النار وإنهاء العدوان، وإفشالها (واشنطن) مشروع بيان رئاسي بشأن مجزرة شارع الرشيد التي راح ضحيتها نحو ألف فلسطيني بين شهيد وجريح كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات إنسانية، والتي تشكل جريمة حرب موصوفة، هما خير دليل على شراكة الولايات المتحدة وتغطيتها انتهاكات إسرائيل لقواعد القانون الدولي، وتكريس لعدم احترامها وحلفائها الغربيين لأرواح الأبرياء الذين يقضون بالمئات يومياً في فلسطين المحتلة، حيث بتنا لا نستطيع وصف السياسات الأميركية بالمعايير المزدوجة، بل هي تأكيد على وجود معيار واحد يتلخص في دعم كيان الاحتلال المطلق، وإطلاق يده في استهداف المدنيين والأبرياء».
وعلى هامش أعمال الاجتماع الوزاري، التقى المقداد عدداً من نظرائه المشاركين في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، حيث بحث مع كل من وزير خارجية مصر سامح شكري، ووزير الخارجية والمغتربين في لبنان عبد اللـه بو حبيب، ووزير الدولة في وزارة خارجية دولة الإمارات خليفة شاهين المرر، ووزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمّار، العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها، وتطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية.
وجرت النقاشات في أجواء إيجابية، وكانت وجهات النظر متفقة حيال مختلف القضايا التي تم بحثها، ولاسيما التأكيد على موقف موحد لدعم نضال الشعب الفلسطيني في مواجهة حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل في غزة والضفة الغربية، وحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة على أرضهم وعاصمتها القدس، وفي العودة إلى أرضهم وبيوتهم.