في الذكرى العشرين لانسحاب الجيش السوري، لا يزال الإحتلال قائماً… بوجهٍ آخرَ مدني، لكن أكثر صعوبة. مجتمعٌ بأكمله يوازي نصف اللبنانيين، يحل بيننا، بإصرار على تبديل الهوية. واللبنانيون في شكلٍ عام، إما تأقلموا، أو تواطأوا، أو هربوا من الحقيقة.
لم يتغير شيء من أيام الإحتلال العسكري، غالبية تتجاهل الهم الوطني الوجودي، وقلةٌ مقاومة مناضلة، ترفض الإستسلام على الرغم من كل الضغوط، والمصالح الدولية الكبرى. وهذه القلّة يبقى في طليعتها التيار الوطني الحر، مهما مرّ الزمن وكثرت الصعوبات. فالقضية اللبنانية، قضية الوجود والحضور، ترخص فيها التضحيات، وها نحن غداً، السبت 26 نيسان 2025 الساعة 5، مجدداً في الساحة، لا بل في كل الساحات، نناضل، نرفع الصوت، والأهم، أننا لا نرفع رايةً بيضاء، بل نتطلع إلى غدٍ لبنانيٍ أفضل…
غداً السبت، سيذكّر مقاومون من زمن النضال العسكري، بالتاريخ والهوية. سيقولون إن المسار النضال يستمر ولو بوجوهٍ أخرى. سيقولون إن النزوح السوري يجب أن يعود إلى بلاده، وخاصةً بعد تحسن الأوضاع وسقوط الذرائع.
وغداً السبت، سيفنّد رئيس “التيار” جبران باسيل، وجوه الإحتلال الجديد، ويفضح المتآمرين، الذين كذبوا على الشعب اللبناني ذات “17 تشرين”، فصرخوا “اللاجئين جوا جوا”، فكان المخططون أداةً في يد القوى الدولية، وفي وجه اللبنانيين. كما من المتوقع أن يسلط باسيل الضوء على التقصير الحكومي الفادح في إعادة النازحين وإبقائهم في لبنان.
عشية الذكرى العشرين، فتح جبران باسيل دفاتر النضال القديمة. أعاد التذكير بأن التيار الوطني الحر حكاية مقاومة في سبيل لبنان الحر السيد المستقل. أكد مجدداً ألا مشكلة مع الشعب السوري كما تدعي بعض المنظمات، لكن بالتوازي مع عودة النازحين وضبط وجودهم غير الشرعي في لبنان.
كما لفت باسيل إلى أن “لبنان ليس أرض لجوء، ولا ملاذاً لكل محتاج”، وإلى أننا “في أزمة اقتصادية ولا نستطيع تأمين أبسط حقوق لشعبنا، فكيف سنؤمنها لشعب آخر؟”.
وخلاصة حديث باسيل اليوم الجمعة، لا بل خلاصة الشعب اللبناني هي هي: “”مكان الشعب السوري في وطنه، وبعد سقوط نظام الأسد لا حجة لبقائهم في لبنان”.
