“قرار التفاوض لا رجعة عنه” الرئيس عون: جنّبنا لبنان جولة جديدة من العنف

ابلغ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الوفد الذي يضم أعضاء مجلس الامن الدولي برئاسة مندوب سلوفينيا السفير Samuel zbogar خلال استقباله له قبل ظهر اليوم، ان لبنان اعتمد خيار المفاوضات مع إسرائيل وكلف سفيرا سابقا ترؤس الوفد اللبناني، لتجنيبه جولة عنف إضافية من جهة، ولان لبنان مقتنع بان الحروب لا يمكن ان تؤدي الى نتائج إيجابية وان وحده التفاوض يمكن ان يوفر مناخات تقود الى الاستقرار والأمان وتجد حلولا للمسائل العالقة وتبعد العذابات عن المواطنين.

واكد الرئيس عون للوفد الدولي ان ما يقوم به لبنان على صعيد التفاوض ضمـن لجنة “الميكانيزم” ليس لارضاء المجتمع الدولي، بل لأنه لمصلحة لبنان.

وقال : ” لقد اتخذنا القرار ولا مجال للعودة الى الوراء، وهذا الامر ابلغته لجميع المسؤولين العرب والأجانب الذين التقيتهم بما في ذلك وزير الخارجية الأميركية ماركو روبيو عندما التقيته في نيويورك في شهر أيلول الماضي، ونحن ملتزمون بهذا الخيار. وقد بدأ قبل يومين فصل جديد من المفاوضات بعد تعيين السفير السابق سيمون كرم رئيسا للوفد اللبناني، واشكر كل من عمل لتسهيل هذا الامرلاسيما السيدة مورغان اورتاغوس التي شاركت في الاجتماع. ان هذه المفاوضات تهدف أساسا الى وقف الاعمال العدائية التي تقوم بها إسرائيل على الأراضي اللبنانية واستعادة الاسرى، وبرمجة الانسحاب من المناطق المحتلة وتصحيح النقاط المختلف عليها عند الخط الأزرق. ونأمل ان تؤول هذه المفاوضات الى نتائج إيجابية. لكن لا بد من التأكيد على ان نجاح هذه المفاوضات يرتبط بشكل أساسي بموقف إسرائيل التي يتوقف عليه وصول المفاوضات الى نتائج عملية او فشلها”.

وردا على أسئلة السفراء، أكد الرئيس عون ان الجيش اللبناني انتشر في جنوب الليطاني في اليوم الأول للإعلان عن اتفاق وقف الاعمال العدائية في 27 تشرين الثاني 2024، وهو منذ ذلك اليوم يقوم بدوره كاملا وقدم شهداء في اثناء أداء مهماته في مصادرة السلاح وتفتيش الانفاق وسحب الذخائر ومنع المظاهر المسلحة. ولم يتمكن الجيش من استكمال انتشاره في جنوب الليطاني نتيجة استمرار الاحتلال الإسرائيلي لاراض لبنانية حدودية. الا ان ذلك لم يمنعه من مواصلة تنفيذ مهماته وتطبيق القرار 1701 في مناطق شاسعة جغرافيا ومليئة بالوديان التي من الصعب الوصول اليها دائما، ما يتطلب وقتا وجهدا كبيرين. ونأمل ان يصبح عديد الجيش نحو 10 الاف عسكري في الجنوب قبل نهاية السنة الحالية.

وقال الرئيس عون: ان مهمات الجيش لا تقتصر فقط على جنوب الليطاني بل تشمل حفظ الامن على كل الأراضي اللبنانية ومكافحة الإرهاب والتهريب وضبط الحدود وحماية العديد من المقرات الدبلوماسية والإدارات والمؤسسات العامة، الامر الذي يوجب تقديم الدعم للجيش ليتمكن من الاستمرار في مهماته. لذلك اطلقت الدعوة تلو الأخرى لمساعدته وتجهيزه بالمعدات الضرورية، وقد راهن لبنان على انعقاد مؤتمر لدعم الجيش والقوات المسلحة تشارك فيه الدول المانحة لتوفير حاجاته ليبقى قادرا على أداء مهامه الوطنية، والا فان الفوضى ستحل من جديد، ذلك ان الجيش هو الضمانة للمحافظة على السلم الأهلي والاستقرار في البلاد.


وردا على سؤال حول العلاقة بين الجيش والقوات الدولية العاملة في الجنوب ” اليونيفيل”، أكد الرئيس عون ان التنسيق مثالي بين الجيش “واليونيفيل” لتطبيق القرار 1701، وسوف يستمر ذلك حتى آخر يوم من بقاء ” اليونيفيل” في الجنوب، علما اننا كنا نأمل بأن يستمر وجود القوات الدولية الى حين استكمال الجيش انتشاره حتى الحدود المعترف بها دوليا. وفي هذا السياق يرحب لبنان باي دولة ترغب في إبقاء قواتها او جزء منها في ارض الجنوب لمساعدة الجيش بعد استكمال انسحاب ” اليونيفيل” في نهاية العام 2027، لاسيما وان دولا عدة أبدت مشكورة رغبتها في ذلك.

You might also like