عكس السير: أكد مقرّبون من رئيس الجمهورية العماد جوزف عون أن التنسيق مع السفارة البابوية شمل أدق التفاصيل، قبل وصول البابا إلى لبنان وخلال الزيارة وبعد مغادرته، وأن القصر الجمهوري لم يتفرّد بأي خطوة، بما في ذلك ترتيبات البروتوكول ولوائح المدعوين. وهذا ما كان يُفترض بنائبة القوات اللبنانية عن بشري ستريدا جعجع أن تأخذه في الاعتبار، قبل أن تتجاوز اللياقات السياسية والدبلوماسية والاجتماعية، وتستغل وجودها في بعبدا لتوجيه اللوم إلى رئيس الجمهورية والسفارة البابوية لعدم الخروج عن البروتوكول وتخصيص زوجها، رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، بدعوة خاصة.
وفي هذا السياق، أكدت مصادر فاتيكانية أن المؤمنين الحقيقيين لم يحتاجوا إلى دعوات خاصّة للقاء البابا والصلاة معه، سواء في بكركي أو المرفأ أو ساحة الشهداء أو الواجهة البحرية لبيروت. وعزا مطّلعون توتّر جعجع إلى فشل كل محاولات القوات، في الداخل والخارج، لشيطنة رئيس الجمهورية، على غرار ما فعلته مع سلفه الرئيس ميشال عون، فظهر الرئيس عون أمام الجميع – محلياً وخارجياً – بصورة «المسيحي الأول» في الدولة اللبنانية. وهذا ما دفع بنائبة بشري إلى الكلام بهذه الطريقة عن أن زوجها «زعيم المسيحيين الأول» في لبنان. مع الإشارة إلى أن التناقض في المقاربات والسلوكيات بين الفاتيكان والقوات اللبنانية ليس وليد اليوم، بل يعود إلى أكثر من أربعة عقود.


