الديار: هيام عيد-
يستبعد سفير لبنان الأسبق رياض طبارة أي «سيناريو حرب إسرائيلية شاملة على لبنان»، ويتحدث عن «ستاتيكو ميداني ثابت اليوم على الجبهة اللبنانية مع إسرائيل»، ويصفه بـ”الحالة الطبيعية – الجديدة وفق التصنيف الاميركي، بحيث أن المواجهة مستمرة ولا تنازل من قبل فريقي المواجهة، كما أن ما من اختراقات ستسجل قريباً».
ويشير طبارة لـ”الديار»إلى أن “إسرائيل تعتبر أنها أمام فرصة العمر، من أجل تحقيق توسّع في المنطقة، كخطوة أولى للوصول إلى مشروع «إسرائيل الكبرى»، ولن تتنازل لأن المصريين قاموا بمبادرة، وذلك في ظل الدعم الأميركي التام ، وانكسار الجبهة العربية، وتحول موازين القوى وغياب المقاومة.
وبالتالي، فمن الصعب أن تتنازل «إسرائيل» عن أهدافها، فيما في المقابل فإن المقاومة لن تسلم سلاحها، وكأن المطلوب منها هو تسليم السلاح قبل إطلاق الرصاص عليها، ما يجعل من المسألة اليوم وجودية بالنسبة إليها».
لذلك، لا يرى طبارة أن «المفاوضات باتجاه إيجاد حل للمشكلة لم تبدأ بعد، بل هناك محاولات فقط لتبريد هذه الجبهة، ولكن الوضع على حاله في ظل غياب العروض الديبلوماسية، التي تؤدي إلى تسوية في الطريق الصحيح».
وعما إذا كانت الحرب ستكسر هذه المراوحة، يعتبر أن «الحرب هي نوع من الحل، لذلك لن تكون من حرب في المدى المنظور، فالمواجهة ستبقى على حالها ولن تكون من حرب مفتوحة، لأن الأميركيين يرفضون الحرب، والرئيس دونالد ترامب يتباهى بوقفه الحروب في المنطقة، لكنه يسمح «لإسرائيل» بالقيام بكل ما تريده، باستثناء الذهاب إلى الحرب الشاملة على لبنان، بينما من جهة حزب الله فهو لا يستطيع اليوم القيام بحرب».
ويكشف أن «إسرائيل تطبق عقيدة حربية غير مسموحة دولياً، لكنها تحظى بغطاء أميركي، بمعنى أنها تقوم بضربات، ولكن من دون التحرك على الأرض، لأنها لا تستطيع تحمل كلفتها وواشنطن تعارضها، ولذلك فهي تستبيح الأجواء وتضغط على المقاومة، عبر الإعتداءات الجوية وعمليات الإغتيال والتدمير للأرض.
ومن هنا فإن قوة «إسرائيل» ليست على الأرض بل في الأجواء، وهي لا توفر حتى المدنيين في حربها وعدوانها الجوي، فهي ترفض التدخل على الأرض لأنها لا تستطيع تحمل أثمانها، وقد تعلمت من تجاربها السابقة بأن احتلالها للأرض اللبنانية لم ينجح منذ الثمانينات إلى اليوم، وبالتالي فهي تضرب المدنيين للضغط على المقاومة».
في المقابل، يجد طبارة أن «المقاومة حاولت أن تقاوم، ولكنها وجدت أنها قادرة على المقاومة على الحدود ولكنها لا تستطيع مقاومة دولة تعتدي من الجو، ولذلك لن يدخل الطرفان في أي حرب مفتوحة، فيما الأميركيون هم قائد الأوركسترا في هذه المعادلة أو الستاتيكو، والتي ستبقى قائمة حتى التوصل إلى طريقة لوقفها ، ولكنها لن تذهب إلى الإنفجار».
وعن اليوم التالي في المنطقة وفي لبنان، يرى طبارة أن «كل شيء متوقع في الأشهر المقبلة، إنما الستاتيكو العادي – الجديد، هو الذي سيطبع المرحلة المقبلة ، بمعنى أن كلفة الجبهة مفتوحة على طرفي المواجهة ما زالت من ضمن قدرة كل فريق، وبعد مرور عام على اتفاق وقف إطلاق النار، لم تتوقف الإعتداءات الإسرائيلية، ولن تتوقف وستستمر بالوتيرة نفسها،
وكل المبادرات الديبلوماسية التي تحصل ستبقى أيضاً من دون أفق، لأن «إسرائيل» لن توقف النار ولن تنسحب من الأراضي التي تحتلها، فيما حزب الله لا يملك أي خيار، وهو قادر على تحمل ثمن الإعتداءات الإسرائيلية الراهنة، رغم تجاوزها الخطوط الحمر، كما انه سيرفض نزع سلاحه كي لا ينكشف أمام «إسرائيل»، التي ترفض بدورها التخلي عن حلمها التوسّعي».


