رسالة مفتوحة من تجمع علماء جبل عامل الى قداسة البابا ليو الرابع عشر في زيارته إلى لبنان

رسالة مفتوحة من تجمع علماء جبل عامل الى قداسة البابا ليو الرابع عشر في زيارته إلى لبنان. 

قداسة البابا ليو الرابع عشر، الحبر الأعظم للكنيسة الكاثوليكية
نكتب إليكم ونحن نحمل في قلوبنا محبة كبيرة واحترامًا عميقًا لدوركم الروحي والإنساني في المنطقة.
 تأتي زيارتكم المباركة إلى لبنان في وقتٍ حساس، حيث يواجه الوطن تهديدات وجودية حقيقية نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي اللبنانية، والتي تطال المدنيين بشكلٍ مباشر وتهدد الأمن والاستقرار، في سياق استمرار المعاناة الإنسانية والوجودية ذاتها في فلسطين وسوريا.
نود أن نلفت انتباهكم إلى أهمية قيامكم بتوجيه كلمة واضحة وحازمة إلى رؤساء الكنائس اللبنانية ورعيتها، وإلى السلطة التنفيذية اللبنانية، لترسيخ وعيهم بالخطر الإسرائيلي الداهم، وفهم حجم التضحيات الفادحة بالدم والمال والأرض التي يبذلها اللبنانيون دفاعًا عن وطنهم وأرضهم.
وفي هذا السياق، نرى من الضروري أن تحثوا السلطة التنفيذية على:
استعجال إعادة إعمار القرى والبلدات اللبنانية التي دمّرتها الاعتداءات الإسرائيلية، وتأمين السكن اللائق للمهجرين داخليًا الذين فقدوا بيوتهم وأرزاقهم، بما يعيد لهم الكرامة والأمان.
دعم الجيش اللبناني بكامل الوسائل المادية والمعنوية لضمان حماية المواطنين والحفاظ على أمنهم واستقرار مناطقهم، خصوصًا في الجنوب والمناطق الحدودية.

لقد كنا نتمنى أن تشمل زيارتكم المباركة منطقة جبل عامل، على المسار التاريخي الذي سار فيه سيدنا عيسى بن مريم عليه السلام من فلسطين مرورًا بقانا إلى صيدا ثم العودة إلى فلسطين.
 كان ذلك سيوفر فرصة لتعزيز صمود أبنائنا المسيحيين في الجنوب وطمأنتهم إلى كمال الرعاية والاهتمام من الكنيسة، ولإظهار التضامن الروحي والوطني معهم في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية. إن عدم شمول الزيارة للجنوب سبب لنا استغرابًا وأسفًا عميقًا، لما كنا نرجوه لها من أثر بالغ في تعزيز التواصل والحماية الروحية لكل المواطنين.
كما نأمل أن يخاطب قداستكم المجتمع الدولي والمنظمات الأممية، ويحثهم على بذل كل جهودهم لحماية المدنيين في لبنان وفلسطين وسوريا، وضمان احترام حقوقهم الإنسانية، وتأمين الدعم الإنساني العاجل للمتضررين من الاعتداءات، بما يعزز صمودهم ويخفف معاناتهم اليومية.
نأمل، قداسة البابا، أن توصلوا في خطابكم ومواعظكم رسالة واضحة بالوعي الكامل لمصاعب لبنان والمنطقة، وضرورة التقدير العميق للتضحيات التي يبذلها شعبه في سبيل الاستقرار والكرامة. 
إن كلمتكم وقوتها الروحية قادرة على تحريك الضمائر الدولية، وتعجيل الإجراءات العملية من السلطات اللبنانية، وتعزيز صمود جميع اللبنانيين، مسيحيين ومسلمين، في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية. 

مع خالص احترامنا وتقديرنا. 

تجمع علماء جبل عامل، ‏27‏ تشرين الثاني‏، 2025

You might also like