تحرك دبلوماسي “عاجل” لتجنب حرب مدمّرة على لبنان!

من المتوقّع أن يزور إسرائيل في الساعات المقبلة وزير الخارجية الأميركي الذي ستكون له، بطبيعة الحال،  المواقف نفسها المؤيّدة لإسرائيل والتي أعلنها فانس، وبالمقابل فإنّ رأس الدبلوماسية الأميركية سيسمع الكلام نفسه الذي أعلنه نتنياهو.

كل ذلك يعني أنّ المنطقة أمام تحوّل جديد، وأنّ لبنان هو  الحلقة الأضعف بين دول المنطقة، بدليل أنّه  لا يملك من مفاتيح القرار ما يمكّن الرهان عليه لتجنّب الخطر الذي يتهدّده، وضمان عدم العودة إلى الحرب، وأنّ سيل المسيّرات التي حلّقت في الأجواء اللبنانية طوال الأول من أمس يشي بأنّ لبنان متروك إلى قدَره، وأن لا شيء محسوماً بعد، لا في مسألة حصرية السلاح ولا بموضوع الإصلاحات التي تسمح بالإفراج عن المساعدات التي وُعِد بها منذ عودة انتظام السلطة، وانتخاب رئيس جمهورية، وتشكيل الحكومة.

مصادر مراقِبة نصحت عبر صحيفة “الانباء”، المسؤولين اللبنانيين بإطلاق حملةٍ دبلوماسية واسعة تشمل كل عواصم القرار الدولي بدءاً من الولايات المتحدة الأميركية وانتهاءً بالفاتيكان وحتى إيران، وذلك لشرح الموقف اللبناني في ظلّ التهديدات الإسرائيلية بنقل سيناريو غزّة إلى لبنان، وذلك من أجل العمل على تجنّب ما قد تُقدم عليه إسرائيل بذريعة عدم  قدرة الدولة على حلّ مسألة السلاح لأنّ  حزب الله يرفض رفضاً قاطعاً المسّ بسلاحه، وقد أعلن ذلك أمينه العام، الشيخ نعيم قاسم، أكثر من مرّة.

المصادر تمنّت على المسؤولين اعتماد سياسة جديدة في التعاطي مع الملفات المصيرية، وعدم الدوران في الدائرة المفرغة، وتجنّب الغوص في التحليلات السياسية التقليدية  لأنّها لن توصل إلى شيء فهناك مطلب حصرية السلاح، أو بكلامٍ أوضح نزع سلاح حزب الله. وقد تعهّد رئيس الجمهورية، جوزاف عون، في خطاب القسم بحلّ هذه المسألة ونزع فتيل الحرب. كما أكّد على ذلك أيضاً البيان الوزاري للحكومة التي نالت الثقة على أساسه،  وأنّ أي استدارةٍ خارج هذا الموضوع من شأنها أن تعرّض لبنان إلى انتكاسةٍ أمنيةٍ لا  تُحمدُ عقباها.

المصادر دعت المسؤولين إلى وقفةٍ مسؤولة لتجنيب لبنان الكأس المرّة قبل فوات الأوان، وقالت إنّه حتى لو تبيّن للمسؤولين أنّ الكلمة الفصل بموضوع السلاح هي لإيران وليس لحزب الله فلا شيء يمنع أن تتولى الحكومة وأركان الدولة فتح حوارٍ مع إيران لحل هذا الموضوع،  وتحميلها مسؤولية ما قد يتعرّض له لبنان انطلاقاً من الحرص على بيئة حزب الله أولاً وعلى لبنانً ثانياً. فالوضع خطير، ولم يعد يحتمل وهناك العديد من سكّان الضاحية والمناطق الشيعية الذين بدأوا يفكّرون بتغيير أماكن سكنهم.  فالمسالة برأي المصادر تحتاج إلى موقف، ولم تعد تنفع معها سياسة  المهدّئات والمزايدات  والهروب إلى الأمام.

You might also like