لا كلام في لبنان أدق وأهم من تحديد وجهة البلد في المرحلة المقبلة. الجميع يتكلم ويبحث في موضوع واحد، هو المفاوضات مع إسرائيل، سواء في شكل مباشر أم غير مباشر. لكن الأهم يبقى الجوهري بحسب ما أكد رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، وهو حفظ الحقوق اللبنانية ومنع الإعتداءات وتأمين حماية فعلية للبنان.
في هذا الوقت واصل توم براك توجيه رسائله التحذيرية، مجدداً القول إن لبنان أمام خيارات حاسمة في ملف سلاح حزب الله، محذراً من الحرب الإسرائيلية. وفيما تابع لبنان الرسمي بحث الخيارات الممكنة عبر لقاء صباحي بين رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس المجلس نبيه بري، كشف الأخير في تصريح لصحيفة “الشرق الأوسط” عن سقوط المقترح الأميركي للتفاوض بسبب الرفض الإسرائيلي، ليخلص إلى التأكيد ان المسار الوحيد الممكن حالياً للتفاوض هو من خلال لجنة الإشراف على وقف إطلاق النار أو الميكانيزم.
وأوضح بري أن «براك أبلغ لبنان بشكل رسمي أن المبادرة رفضتها إسرائيل، مشيراً إلى أن آلية الميكانيزم هي “الوحيدة المعتمدة حالياً، ولا شيء سواها”، معبراً عن موقفه بالقول: “أنا متشائل”.
ميدانياً، واصلت إسرائيل غاراتها مستهدفة الجرمق والمحمودية والخردلي، فيما حلّق الطيران الحربي في البقاع على علوٍ منخفض.
على خط آخر، عقد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل سلسلة لقاءات في العاصمة الفرنسية باريس، بعد أن شارك الأحد في قداس على نية شهداء “13 تشرين”. وكانت لباسيل سلسلة من المواقف ركّزت على وقوف “التيار” إلى جانب حقوق المنتشرين لتكريسها بمسار تشريعي عملي وليس بالوعود التي تبقى من دون تنفيذ، مجدداً التشديد على أنَّ اقتراح “التيار” منح الخيار للمنتشر بالإقتراع سواء لنائب في الداخل، أو في الدائرة 16 لاختيار ممثلين عنه.
وفي ملف التفاوض أشار باسيل إلى أنَّ الأساس هو حماية لبنان وحقوقه في السيادة ووقف الإعتداءات واستثمار الموارد وحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين، مؤكداً ان المطلوب السلام وليس الإستسلام. كما لفت إلى أن التفاوض غير المباشر يحصل من خلال “الميكانيزم” وحصل سابقاً.
وشدد باسيل في الملف الداخلي على أن التيار الوطني الحر يمثل المعارضة الوطنية اللبنانية لتصويب الأداء، منتقداً الحكومة بسبب التفاوض على دم شهداء الجيش مع دمشق، وبسبب العجز المستمر عن تقديم الخطط والحلول.