الرسالة ١٣/٧ إلى الجنرال في ذكرى ١٣ تشرين:
ولكن قبل أن تعود، كان البلد ينزف.
كان الصوت مخنوقًا، والقرار مرهونًا، والناس تمشي بين الخوف والاعتياد.
لكن في الرابع عشر من شباط ٢٠٠٥، انفجر الصمت.
اغتيل رفيق الحريري، ومعه اغتيل وهم الاستقرار تحت الوصاية.
لم يكن الانفجار فقط في وسط بيروت، بل في قلب كل لبناني شعر أن بلده يُدار من خارج حدوده.
ومن تلك اللحظة، بدأ كل شيء يتغيّر.
توالت الاغتيالات:
جبران تويني، سمير قصير، جورج حاوي…
كان الدم يُكتب على الجدران، والرسائل واضحة…
لكن الناس لم تُمحَ.
خرجوا إلى الساحات، إلى ساحة الشهداء، إلى الطرقات.
رفعوا أرزهم، لا كرمز فقط، بل كراية مقاومة.
قالوا: حرية، سيادة، استقلال.
قالوا: خروج الجيش السوري من لبنان.
قالوا ما كنت تقوله منذ سنوات، حين كنت تُتّهم بالجنون، وتُنفى لأنك صدقت أن لبنان يستحق أن يكون حرًا.
وفي السادس والعشرين من نيسان، انسحب آخر جندي سوري من لبنان.
خرجوا تحت ضغط الناس، تحت صرخة الشهداء، تحت وهج الحقيقة الذي لم يُطفأ.
وفي أيار، بدأنا ننتظرك.
كنا نعرف أن عودتك لن تكون احتفالًا، بل بداية جديدة.
كنا نعرف أن من نُفي لأنه قال الحقيقة، سيعود ليكتبها من جديد، ولكن هذه المرة بصوت شعبٍ كامل.
يتبع ….