الديار: فيتو الميثاقية

بعض ما جاء في مانشيت الديار:

شهد المشهد اللبناني نهاية هذا الأسبوع تطورًا سياسيًا بارزًا كشف هشاشة النظام الداخلي من جهة، وأهمية التمسك بالحوار والتوافق من جهة أخرى. فما كان يُفترض أن يشكل خطوة عملية في سياق تعزيز دور الدولة، تحوّل إلى دليل إضافي على تعقيدات الواقع اللبناني وتوازناته الدقيقة، بين حكومة تسعى لإيجاد المخارج، وجيش يعمل ضمن إمكاناته المحدودة، وقوى سياسية تحرص على التمسك بالثوابت الوطنية.

ففي مشهد لافت، انسحب الوزراء الشيعة الخمسة – ممثلو حزب الله وحركة أمل – من جلسة مجلس الوزراء بالتزامن مع بدء قائد الجيش عرض خطته المتعلقة بحصرية السلاح. هذا الانسحاب لم يكن عفويًا، بل خطوة مدروسة هدفها التأكيد على أن أي قرار مصيري لا يمكن أن يمرّ من دون مشاركة المكونات الأساسية، انسجامًا مع مبدأ «الشراكة» الوطنية.

فيتو الميثاقية

يؤكد محللون سياسيون أن الانسحاب لم يكن مجرد خلاف سياسي عابر، بل إعادة تذكير بمبدأ الميثاقية الذي يشكل ضمانة التوازن الوطني. فالشرعية في لبنان لا تُستمد من الأرقام وحدها بل من التوافق بين الطوائف، وهو ما أشار إليه مسؤولون في حزب الله الذين شددوا على أن الجلسة فرصة للعودة إلى التعقل وتفادي أي خطوات متسرعة قد تجر البلاد إلى المجهول.


You might also like