كتبت صحيفة الديار:
الحدث السياسي الأبرز خلال الأسبوع المنصرم، كان تزايد الاهتمام بحصرية السلاح، ويمكن القول إنها رد فعل على خطوة أميركية، تتضمن عرضًا معلنًا بتقديم مساعدة دولية، على شكل معونات وتمويل لإعادة الإعمار.
المؤشرات على تنامي التحرك لهذه الخطوة تكمن بالدرجة الأولى في زيارة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إلى السراي الحكومي، وفي سلسلة الاجتماعات التي عقدها مستشار رئيس الجمهورية أندريه رحال مع العديد من الجهات، بمن فيها رئيس كتلة الوفاء للمقاومة، النائب محمد رعد والرئيس نبيه برّي. إلا أنه وعلى الرغم من هذا التنامي، ترى مصادر مطّلعة لجريدة «الديار» أن المسألة لا تزال معقدة وأن «حزب الله سيعتبر قرار الحكومة كأنه غير موجود»، ومع تصريح الحزب بأنه لن يتخلّى عن قدراته الرادعة ما دامت إسرائيل تحتلّ أراضي لبنانية وتعتدي على لبنان من خلال الاغتيالات والغارات التي تتمّ بوتيرة شبه يومية.
مشهد يؤكّد، بحسب المصادر، وجود معضلة في إيجاد مخرج للأزمة. هذا ويتوقع ان يصل السفير توم برّاك إلى لبنان غدًا لإبلاغ السلطات اللبنانية بنتائج مسعاه مع «الإسرائيلي». وبحسب المصادر نفسها، يسعى برّاك إلى الضغط على إسرائيل للانسحاب من نقطة من النقاط الخمس المحتلّة، بالإضافة إلى هدّنة توقف خلالها اعتداءاتها على لبنان بما في ذلك الغارات والاغتيالات. وفي حال كان الردّ إيجابيًا، وهو ما سيعطي دفعًا للحكومة، تؤكّد المصادر أن الرئيس برّي ومن خلفه حزب الله سيكونان أكثر انفتاحًا على الخطّة الحكومية، حيث من المتوقّع أن يكون هناك خطوة مقابل خطوة. وتُضيف المصادر، أنه في حال كان هناك خطوات ملموسة إضافية من قبل الجانب اللبناني، سيكون هناك تحرير لمساعدات مالية تسبق الإصلاحات الاقتصادية، وذلك بهدف إثبات جدّية الطرح الأميركي. أمّا في حال كان الردّ سلبيًا، فتتوقّع المصادر أن يكون هناك ارتفاع في وتيرة المواجهة تبدأ برفع مستوى الخطاب السياسي، ومن ثمّ تتطوّر إلى مستويات مختلفة.
ففي وقت كان لبنان يترقب جلسة مجلس الامن الاثنين المقبل لتحديد مصير وجود قوات اليونيفيل في لبنان بين التجديد لها سنة اضافية او عدمه ، جاء خبر إرجاء الجلسة الى موعد غير محدد، رجح ان يكون يوم الاربعاء او الجمعة على ابعد تقدير، وهو ما رأت فيه مصادر متابعة، انعكاسا لعمق الانقسام العمودي بين الاعضاء واستحكام التجاذبات بين محور المؤيدين للتجديد ورافضيه، رابطة بين الارجاء ونتائج حراك الثنائي برّاك – اورتاغوس في ما يتصل بالرد الاسرائيلي المنتظر على الورقة الاميركية في اطار سياسة الخطوة مقابل خطوة، بعد قرار الحكومة اللبنانية حصر السلاح بيد الدولة.