لبنان مقبل على أسبوع حاسم

يُقبل لبنان على أسبوع حاسم، يُنتظر أنّ يتحدّد فيه أي مدار ستسبح فيه الورقة الأميركية، أكان في المدار الإيجابي وقطف ثمارها التي وعد بها الموفد الأميركي توم برّاك، أو في المدار السلبي والوقوع في المماطلة الإسرائيلية وإغراق مندرجات هذه الورقة بمزيد من الشروط. وبمعنى أوضح وأدق، يُشكّل الأسبوع المقبل محطّة حاسمة لورقة برّاك، إذ تقف على مفترق النجاح في تثبيتها وتسويقها أو الفشل.

وجهة مسار الأمور المرتبطة بالورقة الأميركية تُحسم في زيارة برّاك التي قد تحصل قبل نهاية الأسبوع المقبل، لكن ما كان لافتاً في الساعات الأخيرة، هي جرعة الإيجابيات التي ضُخَّت في أجواء مهمّة الوسيط الأميركي، وتحدّثت عن ليونة إسرائيلية إزاء ورقة الحلّ التي يسوّقها. إلّا أنّ هذه الإيجابيات، بحسب معنيِّين بصورة مباشرة بمهمّة برّاك، قالوا لـ«الجمهورية»، تبقى حتى مجرّد تسريبات إعلامية حتى تُثبِت جدّيتها بصورة ملموسة. وإذا كان هذا التسريب تولّاه موقع «أكسيوس» الأميركي، وهو موقع معروف بجدّيته، فحتى الآن لا تأكيد صريحاً لهذه الإيجابيات، من الوسيط الأميركي، باعتباره المعني الأول بتظهير هذه الإيجابيات إن وُجِدت، كما لا تأكيد لها من قِبل أي مستوى سياسي أو أمني في إسرائيل.

وفيما أكّد هؤلاء المعنيّون «أنّه لا يمكن الركون إلى إيجابيات نظرية وتقرير كيفية التفاعل معها، قبل التبيّن من مدى جدّيتها وحجمها ومداها وما إذا كانت كليّة أو جزئية»، كشفت مصادر موثوقة لـ«الجمهورية»، أنّه «منذ مغادرة برّاك بيروت أواسط الأسبوع الجاري، بقِيَت خطوط الإتصال مفتوحة بينه وبين المستويات السياسية اللبنانية التي تَشارَك معها النقاش حول الورقة الأميركية، ونقلت خطوط الاتصال المفتوحة إشارات حول الجهود التي يبذلها برّاك مع المسؤولين الإسرائيليِّين لإنجاح مهمّته، تؤكّد أنّ الوسيط الأميركي متفائل في إحراز تقدّم في إسرائيل».

وفيما أكّد هؤلاء المعنيّون «أنّه لا يمكن الركون إلى إيجابيات نظرية وتقرير كيفية التفاعل معها، قبل التبيّن من مدى جدّيتها وحجمها ومداها وما إذا كانت كليّة أو جزئية»، كشفت مصادر موثوقة لـ«الجمهورية»، أنّه «منذ مغادرة برّاك بيروت أواسط الأسبوع الجاري، بقِيَت خطوط الإتصال مفتوحة بينه وبين المستويات السياسية اللبنانية التي تَشارَك معها النقاش حول الورقة الأميركية، ونقلت خطوط الاتصال المفتوحة إشارات حول الجهود التي يبذلها برّاك مع المسؤولين الإسرائيليِّين لإنجاح مهمّته، تؤكّد أنّ الوسيط الأميركي متفائل في إحراز تقدّم في إسرائيل».

اللافت في هذا السياق، أنّه على رغم من هذه الأجواء، فإنّ مسؤولاً كبيراً يقابل هذه الإيجابيات بتجاهل كلّي، ويؤكّد رداً على سؤال لـ«الجمهورية»: «أنا مثل «توما» أريد أن ألمس بيَدَيّ. ثم أين هي هذه الإيجابيات؟ هل أعلنت إسرائيل وقف عدوانها، ووقف اغتيالاتها، واستعدادها للإلتزام باتفاق وقف إطلاق النار وبالقرار 1701؟».

ولفت المسؤول عينه إلى أنّه «بمعزل عن الورقة الأميركية، فقد اتفقنا مع برّاك على أمور من شأنها أن تؤدّي إلى ترسيخ الأمن في المنطقة الجنوبية، وصارت المسألة بينه وبينه الإسرائيليِّين، وحتى تظهر نتيجة الجهود التي وعد ببذلها مع الإسرائيليِّين، لا يجب أن نخرج من مثلّث: الترقب لما سيأتي به من إسرائيل، والحذر ممّا قد يحصل، والتشكيك الدائم بنوايا إسرائيل وما تبيته للبنان».

 

على أنّ ما أثار «نقزة» المسؤول المذكور ما تضمّنته التسريبات عبر «أكسيوس»، حول أنّ واشنطن طلبت من إسرائيل تقليص ما سمّتها عملياتها غير العاجلة، والإنسحاب التدريجي من النقاط الخمس، وذلك دعماً لقرار الحكومة اللبنانية بنزع سلاح «حزب الله»، وأوضح: «إن كان هذا الأمر صحيحاً، فذلك يعني أنّنا ما زلنا مكاننا، وخصوصاً أنّ المطلوب هو وقف الإعتداءات والانسحاب الكامل والإفراج عن الأسرى اللبنانيِّين».

ورداً على سؤال، أعرب المسؤول عينه عن مخاوف تُساوره من مفاجآت ليست في الحسبان، وعن قلق بالغ ممّا أوردته التسريبات حول إقامة منطقة اقتصادية باسم الرئيس الأميركي دونالد ترامب في المنطقة الجنوبية (على مقربة من خط الحدود)، وأنّ السعودية وقطر وافقتا على الاستثمار فيها وفي إعادة الإعمار بعد الانسحاب الإسرائيلي، واعتبر أنّ: «لا أحد عاقلاً يرفض أن يُصيب الانتعاش تلك المنطقة، لكن هذا الطرح لا يعدو أكثر من مجرّد ترغيب للجانب اللبناني، ثم ما هي ممهّدات هذه المنطقة، وأين إسرائيل منها؟ في أي حال في بداية ولايته، قال ترامب إنّه يُريد أن يجعل من غزّة «ريفييرا الشرق الأوسط»، فهل حصل ذلك؟ انظروا ماذا يحصل في غزّة، فتحصلون على الجواب الأكيد بأنّه بدل «الريفييرا» الموعودة حلّت المجاعة وتفاقم التدمير».

You might also like