إطلالة جبران باسيل على الـMTV: عودة الصوت الذي أرادوا إسقاطه – المحامية جمانة سليلاتي

في زمنٍ اعتُبر فيه التيار الوطني الحر خارج السلطة، وفي مرحلةٍ حُمّل فيها وحده وزر الإنهيار والفساد، أطلّ جبران باسيل على شاشة الـMTV بعد انقطاعٍ دام سنوات، ليكسر الصمت ويعيد ترتيب المشهد.

لم تكن المقابلة مجرد ظهور إعلامي، بل لحظة مواجهة مع سرديةٍ أرادت طمس كل ما أنجزه التيار، وتحويله إلى كبش فداء لوطنٍ انهار تحت أقدام الجميع. باسيل لم يتهرّب، بل واجه، وفتح ملفات، وسمّى الأمور بأسمائها، في حلقةٍ امتدت لثلاث ساعات، تحوّل فيها من ضيف إلى محور، ومن متّهم إلى من يُعيد طرح الأسئلة الحقيقية.

على تويتر، ترند باسيل تصدّر، بين مؤيد يرى في الإطلالة استعادة للكرامة السياسية، ومعارض يصرّ على تحميله كل الأثقال. لكن ما لا يمكن إنكاره هو أن رئيس التيار أعاد خلط الأوراق، وفرض نفسه على الساحة من جديد.

الإطلالة حملت رسائل واضحة:

* أن التيار لم يمت، بل أُقصي سياسيًا.
* أن المحاسبة يجب أن تطال الجميع، لا أن تُستخدم كأداة انتقام سياسي.
* أن من يريد الإصلاح لا يبدأ بتشويه من حاول، بل بمواجهة من نهب وسكت.

في زمنٍ تحوّلت فيه الثورة إلى منصة تفاهمات، وفي لحظةٍ بات فيها الصمت هو القاعدة، جاءت هذه الإطلالة لتقول: “لسنا ملائكة، ولكننا لسنا الشياطين وحدنا.”

إذا كان في التيار من أخطأ، فليُحاسب. ولكن لا تُحاسب الفكرة، ولا يُلغى الصوت الذي قال “لا” حين قال الجميع “نعم”.

You might also like