الجامعة الأنطونية تخرج طلاب دفعة 2025.. الأب السّغبيني للخريجين: إبقوا متجذّرين ولا تدعوا أحدًا يسرق منكم النجاح والعزم

تحت شعار ” Stay rooted, let your Story travel” أقامت الجامعة الأنطونية حفل تخرج طلابها دفعة 2025 في حرم الجامعة الرئيس في الحدت-بعبدا، تخلله توزيع شهادات على طلابها من فروع الجامعة في الحدت- بعبدا، والنبي أيلا – زحلة، ومجدليا – زغرتا، ومن مختلف الاختصاصات. وقد حضره إلى جانب رئيس الجامعة الأب ميشال السّغبيني، راعي الجامعة قدس الأباتي جوزيف بو رعد، رئيس الرهبانية الأنطونية ، النائب ميشال معوّض، رئيس بلدية الحدت جورج عون، الأستاذ سليم إده ضيف الشرف، وعدد من الفعاليات إضافة الى عائلة الجامعة الأنطونية وأولياء الطلّاب.

بعد النشيد الوطني، إفتتح الأباتي بو رعد حفل التخرّج بصلاة، ألقيت بعده الكلمات واختتم الحفل بتوزيع الشّهادات والجوائز والمنح على الطلاب المتفوقين.

مع الإشارة الى أن شعار حفل التخرّج هذه السنة حمل دعوة مهمة للطلاب، ألا وهي التجذّر في أرض الوطن كالأرزة. ودعت الجامعة الطلاب الى التمسّك بوطنهم والعودة الى ربوعه مهما تألّقوا في الخارج، لافتتًا الى ان النجاح خارج أحضان الوطن يبقى ناقصًا، اذ ان النجاحات لا تثمر ولا نكهة لها الا هنا.

الأب السغبيني
رئيس الجامعة الأنطونية الأب ميشال السّغبيني، أكد في كلمته أن هذا الإحتفال ليس عيدا بل فعل تحدّ. وتوجه للخريجين بالقول: “لا تَدَعوا أحدًا يسرق منكم النجاح والعزم، فكما أنّكم استطعتم أن تحذفوا الراء من الحرب وتحوّلوها إلى حبّ للعلم والمعرفة، إلى حبّ للوطن والإنسان. اِبقوا متجذّرين، وتذكّروا دائمًا من أين أتيتم، تذكّروا تربة وطنكم، وعرقَ جبينِ أهلكم، تذكّروا الجذور التي في داخلكم، الجذور التي كمّلت نموّكم الإنسانيّ في بيتكم الأنطونيّ، ستكون لكم هذه الجذور عند اشتداد العواصف المرساة والبوصلة. بقدر ما تكون جذورُكم متأصّلةً وممتدّة بقدر ما سيكون صعبًا على أيّ رياح اقتلاعُكم. ”
وتابع الأب السّغبيني بالقول: “عندما تكون جذوركم عميقة ومتينة، ستكونون مستعدّين لفتح أجنحتكم، لتدعوا قصّتكم، أفكاركم، إبداعكم، شغفكم، قيمكم المنزليّة والجامعيّة، تسافر وتجوب العالم.
ودعا رئيس الجامعة الطلاب لمشاركة قصّتهم مع الآخرين، من خلال المساهمة في المجتمع، والإبداع في مجالهم، وإلهام من حولهم. قائلًا إن كل تدخل من قبلكم هو فرصة كي تتركوا أثرًا مفيدًا، شافيًا وصالحا. وكل مساهمة من قبلكم هي سفَر جزء منكم عبر العالم.
واشار الأب السّغبيني الى ان في الجامعة تعلّم الطلاب العطاء، وبحثوا عن الحقيقة وخدموا الإنسان. قائلا: “انطلقوا في هذا الوطن وفي القرية الكونيّة، وإذا اعترضتكم المصاعب تذكّروا حينها جذوركم، سوف تمدّكم بالمويّة الكافية لتنطلقوا من دون رادع. ثقوا بما تعلّمتم وحصّلتم، ثقوا بما أصبح كلّ منكم. لديكم القدرة على الوقوف مجدّدًا، على خلق عالم أكثر عدلًا وسلامًا، على غرار ضيفنا الشرفيّ، حضرة السيّد سليم إدّه. “

كلمة إده
بدوره أكد ضيف الشرف سليم إده أن رغم سنوات عمره التي شهد خلالها كلّ الحروب والمآسي في لبنان والمنطقة فإنّه متفائل الآن أكثر من أي يوم مضی. ذلك أنّ بلداً تمكّن من اجتياز كلّ المحن، وتخطّي نتائج الاجتياحات والاحتلالات، واستيعاب آثار حروب أهله وحروب الآخرين، وأزمات اللاجئين والنازحين، وتداعيات انهيار ما بعد ١٧ تشرين ٢٠١٩ لا بدّ أنّه يستحقُّ الحياةَ، ويستدعي بحثا ودرسا عن سرّه الدفين ومقوّمات البقاء، مشيرًا الى انّ السرّ هو شعب لبنان الثروة الاستثنائية لبلد صغير المساحة شحيح الموارد وكثير القضايا.
وتابع إده بالإشارة الى الثورة الرقمية التي ستطال الأسواق المالية العالمية ستحتاج الی أن يبدأَها فاعل في مجال المعلوماتية، بالشراكة مع الروّاد الكبار الفاعلين في أسواق رأس المال.
وقال: ” ليس طموحنا أن نكون هذا الشريك فحسب، بل أن تتجسّد هذه المغامرة الإستراتيجية وتتمحور حول فرعِ Murex في لبنان، الذي نصر علی صموده في بيروت، رغم الظروفِ الصعبةِ المحيطة بـبـيئة العمل ومتطلّبات العاملين.” وتابع بالقول: ” إنّ إيماننا راسخ بأن لبنان موقع ومركز مؤهّل ونموذجيّ لاحتضان هذه المغامرة في مجال المعلوماتية، استنادا بالتحديد الی جودة موارده البشرية المتميّزة.”
وكشف ان مكتب بيروت يضمّ حالياً أكثرَ من ألف مهندس، بينهم سبعون من خِرّيجي الجامعة الانطونية، يَعْمَلون ويديرون برامج أكثر من ثلاثمائة مصرف، مشيرا الى انهم ويحصلون علی الرواتب والتقديمات نفسها التي يتقاضاها زملاؤهم في فرنسا أو الولايات المتحدة الأميركية.
وقال: ” لأنّنا ملتزمون بأهلِنا وبلدِنا ومؤمنون بمستقبله، فإنّنا مستمرّون بتطوير مكتب بيروت، إذ نحتاج حاليا الی مئة وخمسين مهندسا ومطوّرا إضافياً من خرّيجي الجامعات اللبنانية. سيحصلون بعد عبور امتحان الاختبار علی فرصة جديرة بهم مضافاً إليها حوافز وتقديمات خاصّة للبقاء والصمود في لبنانِ الجريح. مؤكدا أن الاهتمام سيبقی مركّزا علی بيروت، حيث الهوية الأصليّة والدور والواجب والمسؤولية الاجتماعية .

وفي الختام تم توزيع الشهادات والمنح للمتفوقين

You might also like