شو الوضع؟ الإنقسام الحكومي يشتد و”القوات” تدعو لمعاقبة وزراء سلام على وقع انتظار مباحثات عُمان…

هي ليست “رمانة” بين عناصر الإئتلاف الحكومي، بل “قلوب مليانة” متفجّرة في كل يوم وفي كل محطة. فالحلول لسلاح حزب الله، والمقاربة الإستيعابية لرئيسي الجمهورية والحكومة، أفقدت “القوات” وقيادتها صبرهما، ما حوّل الوعود الوردية و”شهر العسل” القصير إلى مشاحنات يومية، وصلت إلى ذروتها مع وصف سمير جعجع لمسار رئيس الجمهورية ب”أبو ملحم”، وواكبه عضو قيادة “القوات” جورج عدوان بالهجوم على الوزير غسان سلامة الذي طالب بتغيير العبارات من “نزع السلاح” إلى “بسط سيادة الدولة”.

وهو بالأساس مصير غير مفاجئ. تناقضات اجتمعت في شبه تجديد للحلف الرباعي، بتوليفٍ خارجي واضح وقسري، ولم تلبث أن انفجرت في غضون أقل من ثلاثة أشهر. ف”الإسفنجة” التي تمتص هذه الخلافات غائبة، وسيناريوهات أواخر العام 2005 لا تزال حاضرة في الذاكرة، وإن في شكل مقلوب.

 

هذا الواقع، يتوازى مع سياق خارجي أميركي – إيراني، هو ما سيلقي بظلاله على الوضع اللبناني. تراجع إيراني أمام العاصفة الأميركية، وهو الأرجح في سياقات التفكير السياسي الإيراني المرتكز إلى المصالح الباردة لا إيديولوجيا العواطف الظاهر، من شأنه أن يزيد من طرح الحلول الهادئة لسلاح حزب الله. وهذا ما كان حاضراً اليوم الأربعاء في زيارة رئيس الحكومة نواف سلام إلى بكركي حيث بحث كل الملفات مطولاً مع البطريرك بشارة الراعي. وقد أكد سلام أن الوزراء يلتزمون بسط سيادة الدولة على أراضيها، كما ان البيان الوزاري أكد حصرية السلاح بيد الدولة، مضيفاً: “أكرر جميع الوزراء ملتزمون به، وعلى ان مسألة الحرب والسلم في يد الدولة وحدها”.

 

في هذا الوقت، وبعد تصريحات رئيس “القوات” سمير جعجع عن العهد، رفع النائب جورج عدوان من مطالب حزبه. فأكد داعياً إلى حجب الثقة عن الوزير غسان سلامة: “سمعناه يتحدث عن أن موضوع السلاح خارج الدولة يرتبط بمسألة إعادة الإعمار، ونقول لرئيس الحكومة نواف سلام إن المطلوب منه اليوم هو تدبير سريع بحق الوزير سلامة لأنه يخالف البيان الوزاري والقرارات الدولية”.

You might also like