وكأن وحشية العدوان الإسرائيلي لا تكتفي بالمراكز العسكرية، ولا بالمجازر اليومية، لتستهدف حتى المطاعم والمساحات التي تشكّل معالم للسياحة والحضارة والتفاعل الإنساني، كما حصل اليوم الجمعة في بعلبك مع الإستهداف الذي طال منتزهات في مرجة رأس العين.
ووحشية العدوان هذه، تتركز حالياً إضافة إلى مدن الجنوب وقراه خاصة صور، على بعلبك. مدينةً، وقرى في القضاء، حيث ترتكب إسرائيل المجازر اليومية، من أمهز وحربتا واللبوة ودورس وصولاً إلى بدنايل وقصرنبا وغيرها، ولا توفر حتى مجالس العزاء كما حصل في البزالية. والأخطر، الإفتقار إلى معدات الإنقاذ، فيما تزدحم مراكز الإيواء ويرتفع الطلب على المساعدات التي لا تزال “شحيحة”، كما اكد محافظ بعلبك – الهرمل بشير خضر. هذا في وقت كشف نائب بعلبك – الهرمل وإبن شمسطار حسين الحاج حسن، أن عدد النازحين في القضاء ناهز الستين ألفاً، وأن هذا الرقم إلى ازدياد.
مجازر بعلبك الجمعة، كانت سبقتها غاراتٌ عنيفة على مختلف أنحاء الضاحية الجنوبية، ألهبت ليلها وليل البلدات المجاورة وصولاً إلى عاليه. أما في الميدان الجنوبي، فاستمرار للمعارك العنيفة في القرى الحدودية وخاصة في الخيام.
بالتوازي، غاب الحراك الدبلوماسي والدولي بعدما أجهض بنيامين نتنياهو المساعي الأميركية لوقف النار، رابطاً الحرب بتحقيق الأهداف لا بالتوقيت، بعدما راجت مجموعة من التحليلات الواهية والمعلومات المضلّلة عن قرب التوصل لاتفاق لوقف النار، مرعياً من آموس هوكشتاين وواشنطن. واستناداً إلى عدوانية نتنياهو، وعدم اكتراثه لا بإدارة أميركية راحلة، أو أخرى جديدة أو وريثة، لا يمكن إلا تصور المشاهد الخطِرة، بما فيها مواصلة الحرب المدمرة.
وفي التحركات والمواقف الداخلية، فى المكتب الاعلامي لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، رداً على سؤال لـ”رويترز” أن تكون الولايات المتحدة طلبت من لبنان إعلان وقف إطلاق النار من طرف واحد مع إسرائيل”، مشيراً الى ان “موقف الحكومة اللبنانية واضح بشأن السعي إلى وقف إطلاق النار من الجانبين وتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701”.
أما التيار الوطني الحر فواصل تحركاته الرامية إلى توضيح المسؤوليات في معالجة أي احتمالات لفتنة داخلية، وتأكيد مرجعية الدولة. وقد التقى وفد نيابي – حزبي منه اليوم الجمعة المدير العام لأمن الدولة اللواء صليبا، تم فيه بحث الجوانب المختلفة لمعالجة الإشكالات والإحتكاكات الممكنة.