شو الوضع؟ العدوانية الإسرائيلية متواصلة وترهيب عبر التهديدات… حراك محوره عين التينة وانتخاب الرئيس يبقى الحل الأساس لمواجهة تداعيات الحرب!

ما إن يتوهم البعض، تعباً من وطأة الحرب، أن وتيرتها قد تراجعت لمجرد هدوء حذِرٍ وخادع، تعود العدوانية الإسرائيلية لتعربّد على دماء اللبنانيين وامنهم واستقرارهم، وتتصاعد الغارات التي تركزت اليوم الخميس وبالتزامن مع إطلاق التحذيرات، على البقاع وقراه وبلداته، إضافةً إلى ما يتعرض له الجنوب يومياً.

وفي موازاة الحرب العسكرية الميدانية، تتواصل الحرب النفسية التي تستهدف ضرب معنويات الشعب اللبناني، وذلك عبر التهديدات الهاتفية. وقد سارع اليوم مكتب “الجزيرة” في وسط بيروت وسفارات في المنطقة، إلى إخلاء المكاتب بعد تهديدات، سرعان ما ثبتَ عدم صحتها. وما سرى في وسط بيروت يسري في مناطق أخرى، واحدة تلو الأخرى، لزيادة الضغط العدواني وتعميم الإرهاب.

 

أما على مستوى المعارك البرية، فمن الواضح أن إسرائيل تدفع ثمناً كبيراً من جنودها، مع المحاولات اليومية لإنشاء نوع من “رؤوس جسور” في القرى الحدودية. فقد دفعت أقله ليل أمس الأربعاء خمسة قتلى ونحو عشرين جريحاً، بحسب الإعتراف وتحت نظر الرقابة العسكرية، في معارك عنيفة في مثلث راميا – عيتا الشعب – القوزح. وهذا الإشتباك والخسائر ما هو إلا عيّنة عما ينتظر العدو لحظة يقرر المضي قدماً في اقتحاماته البرّية في أرض الجنوب.

 

ومن الجنوب إلى غزة، التي تضاربت فيها المعلومات حول مقتل الرمز العسكري لحماس ورئيس مكتبها السياسي يحيى السنوار، لكنها أفضت حتى ساعة كتابة هذه الفقرة، إلى التقاطع حول تأكيد الخبر، من دون صدور موقف أو نعي رسمي من الحركة.

 

وعلى خط التحركات الداخلية المواكبة لمساعي وقف الحرب وإظهار موقف لبناني جامع، زار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، حيث كان بحث في المساعي اللبنانية مع المجتمع العربي والدولي لوقف النار. كما كان بحث في المساعي الدولية والوضع الأمني بين بري وسفير فرنسا هيرفيه ماغرو، ومع مدير المخابرات العميد طوني قهوجي.

 

على أن كل هذا الحراك والمساعي، لا يمكن أن يحدث تحولاً نوعياً في مسار مواجهة لبنان الحربَ وتداعياتها، إن لم يتوج بانتخاب رئيس للجمهورية، كهدف أسمى في مواجهة الحرب وتداعياتها. والأهم، أن كون هذا الهدف فاتحة لا لإعادة إنتاج مؤسسات الدولة فحسب، بل لتثبيت منطقها، والتأكيد أنها الحامي الوحيد لجميع اللبنانيين تحت سقفها، فلا ينزلق اللبنانيون مجدداً إلى خط التفتيت والميليشيات، ولا إلى محاور أكبر من المصلحة اللبنانية الذاتية الصرفة…

You might also like