صراع المذاهب والحركات الإسلاميّة في مساجد طرابلس: من يضبط الصراع ويمنع الفتنة؟

الديار: جهاد نافع-

فجأة الغي اللقاء الاسلامي الموسع الذي كان مقررا للداعية الاسلامي المصري المعروف الدكتور عمر عبد الكافي في باحة معرض رشيد كرامي الدولي في طرابلس، وذكر بيان الالغاء ان اسباب الالغاء هو اضطرار الداعية الاسلامي الى مغادرة لبنان اثر التوترات الامنية على الساحة اللبنانية الناجمة عن اغتيال القيادي الجهادي في حزب الله الحاج محسن (فؤاد شكر)، واغتيال القيادي في حركة حماس اسماعيل هنية.

 

وتحدثت مصادر عن دعوة تلقاها عبد الكافي من الرئيس التركي اردوغان الى مغادرة لبنان والانتقال الى تركيا فورا نتيجة الاوضاع السائدة حاليا في لبنان.

 

الى هنا يبقى الخبر المتناقل عاديا، لكن في الكواليس حكي عن اسباب اخرى، تكمن في خفايا الصراع الجاري بين بعض السلفيين المتشددين من جهة واتباع المذهب الاشعري السني من جهة ثانية للسيطرة على مساجد طرابلس، وهو صراع يتصاعد ويتفاقم منذ انطلاق طوفان الاقصى وانخراط حزب الله في معارك الاسناد اللبنانية في الجنوب اللبناني، وقد انقسم اهل السنة (وبشكل خاص السلفيين) خاصة في طرابلس بين مرحب ومؤيد لحزب الله في معركته، ومن رافض ومستنكر، والى درجة شن حملة على حماس وشهيدها اسماعيل هنية لتحالفه مع الجمهورية الاسلامية الايرانية.

 

وقد انعكست هذه المواقف على الساحة الطرابلسية بخاصة والشمالية بعامة، في وقت بدأت تظهر فيه بوادر عودة الوعي الى الساحة الطرابلسية بتأييد واسع لمواقف حزب الله وانحسار موجة التحريض ضده واقتصارها على بعض السلفيين الذين استفزتهم مواقف بعض رموزهم واطلاق شعار (شكرا حزب الله) لما يقدمه من شهداء وتضحيات جسام في الجنوب، وطالت الحملة احد ابرز القيادات السلفية في طرابلس الشيخ نبيل رحيم الذي اعلن ان” من يقف مع أبطال غزة سيفوز بإذن الله في الدنيا والآخرة ومن تآمر عليهم أو خذلهم سيدفع الثمن غاليا في الدنيا والآخرة، وكل شيخ يحدث الناس اليوم بغير هذه الأحداث العظيمة والمجازر الكبيرة التي ترتكب بحق اخواننا في غزة فهو خائن لأمانة العلم.

 

فواجب الوقت اليوم بعد الإيمان بالله وتوحيده هو نصرة المستضعفين المظلومين من الرجال والنساء والأطفال في غزة، فلا نامت أعين الجبناء المتخاذلين الذين يراعون سلامتهم ومصالحهم على حساب دماء إخواننا والسكوت على إراقتها”.

كانت الحملة قد برزت في بداياتها من مسجد خديجة في ابي سمراء، عند الاعلان عن استقبال الداعية الاسلامي السوري عبد الهادي الخرسة، ونقلت الدعوة الى القاعة الملاصقة للمسجد، فيما لوحظ الغليان لدى بعض السلفيين بسبب استقبال الشيخ الخرسة (الاشعري)، وترافق مع دعوة الداعية المصري عبد الكافي (الاشعري) ايضا، وان متغيرات ومستجدات تحصل على الساحة الطرابلسية تعيد ترتيب هذه الساحة منذ بدء طوفان الاقصى.

 

اهم هذه المتغيرات، اتساع رقعة التضامن والتأييد لحزب الله وللمقاومة .

 

وانحسار موجة العداء للمقاومة، وعودة الوجه المقاوم لطرابلس والشمال.

 

وابرز المتغيرات ايضا تصاعد موجة الاشعرية المصنفة وسطية ومعتدلة والخصم الاشد للسلفية، واقتحامها لمساجد يضع السلفيون اياديهم عليها.

 

وكانت الحملة التي بدأت من مسجد خديجة اخذت وجها مقلقا حين تمنى بعض الدعاة على مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام اقفال مسجد في موعدي صلاة الظهر والعصر، منعا لوقوع فتنة، وحصل بالفعل ولاول مرة اقفال المسجد الى حين انتهاء الشيخ الخرسة من محاضرته في القاعة الملاصقة للمسجد وكيلا يحصل احتكاك بين رواد الداعية الخرسة ورواد مسجد خديجة.

 

يبدو ان الصراع الذي بدأ يتفاعل في الآونة الاخيرة بين السلفيين من جهة والاشعريين ومعهم الصوفيين من جهة ثانية يأخذ بالتصاعد والتنافس على وضع اليد على مساجد طرابلس، مما يستدعي تدخلا سريعا من المرجعية الاسلامية السنية العليا درءا لاي فتنة محتملة قد تحصل في مدينة طرابلس.

You might also like