الوطن السورية: في غياب الدولة السورية صاحبة الشأن، تعقد في العاصمة البلجيكية بروكسل اليوم الإثنين أعمال ما يسمى «مؤتمر بروكسل الثامن» بشأن «مستقبل سورية والمنطقة»، للإعلان عن مزيد من الدعم المالي والسياسي حسب المشاركين، في وقت تؤكد فيه العديد من التقارير أن الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب التي تفرضها الولايات المتحدة ودول أوروبية على الشعب السوري إضافة إلى نقص التمويل، زادت من استنزاف قدرات السوريين.
وفي حزيران الماضي، اعتبرت وزارة الخارجية والمغتربين في أعقاب انعقاد «مؤتمر بروكسل السابع» أن الاتحاد الأوروبي اختار تغييب الدولة السورية عن المؤتمر الذي عقد بمقره في بروكسل وخُصص بشكل أساسي حول سورية، كي لا تنكشف حقيقة أهدافه وسياساته المفلسة نتيجة الإجراءات القسرية اللاإنسانية واللاأخلاقية التي يواجهها الشعب السوري.
وحسب قناة «المملكة» التلفزيونية الأردنية، يشهد الاجتماع الوزاري اليوم الذي يتزامن مع اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي؛ مشاركة ممثلين عن الدول الأعضاء في «الاتحاد» والدول المجاورة لسورية، إضافة إلى ممثلين عن الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ومنظمات «مجتمع مدني» سورية، فيما لم توجه الدعوة إلى سورية التي أكدت مراراً أنها الأحرص على شعبها والأقدر على تقييم احتياجاته وأن هذه المؤتمرات استعراضية ولا تؤدي إلى ما يتحدث عنه المشاركون الذين يدعم بعضهم جهات خارجة عن القانون تستهدف مقدرات الدولة وثروات مواطنيها.
وسبق الاجتماع الوزاري؛ يوم الحوار مع ما سمي «المجتمع المدني»، الذي عُقد في الثلاثين من نيسان الماضي في بروكسل، بحضور أكثر من 600 مشارك ومشاركة، ويهدف القسم الوزاري للمؤتمر، الذي سيتلقى توصيات يوم الحوار، إلى حشد الدعم المالي الحيوي من أجل تلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحا للسوريين والمجتمعات المضيفة لهم؛ وتجديد دعم المجتمع الدولي للحل السياسي، بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، حسبما هو معلن من جانب المؤتمرين.
ومن المقرر أن يشارك بالاجتماع في جلسات لاحقة؛ مفوض الجوار والتوسع في الاتحاد الأوروبي أوليفر فارهيلي، ومفوض إدارة الأزمات في الاتحاد يانيز ليناريتشيتش، إضافة إلى المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية غير بيدرسن، ومفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي.
ممثل السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل قال في تصريح سابق: «إن التوصل إلى حل سياسي شامل من خلال الأمم المتحدة، يحظى بالدعم الكامل من جميع أعضائها، ويظل هو الضرورة القصوى، ويجب أن يحصل الشعب السوري على فرصة للعيش بكرامة وسلام».
وأضاف: «هذا هو ما يعمل الاتحاد الأوروبي من أجله، بالوقوف إلى جانب الشعب السوري إلى أن يتحقق هذا الاحتمال، مهما بدا بعيد المنال في بعض الأحيان»، متناسيا العقوبات الأوربية والأميركية التي تزيد من فقر الشعب السوري.