الجيش السوري لن يدخل السويداء…

الديار: رضوان الذيب-

بعيدا عن مواقع التواصل الاجتماعي و”البروباغندا” الاعلامية، فان حراك السويداء ما زال على حاله وضمن بقعة معينة، لم يتطور مطلقا، ولم يتمدد الا على شاشات بعض الفضائيات المعروفة، التي شاركت منذ الـ ٢٠١١ في هدر الدم السوري، كما انه لم يلاق اي صدى عند كل السوريين في جميع المحافظات، باستثناء بعض القيادات الكردية من باب التحريض وحفظ حقوق الاقليات، باقامة مناطق حكم ذاتي “خروف العيد “.

واللافت، وبحسب مصادر درزية ان حجم التراجع الشعبي ظهر بعد ان انكشفت اللعبة، وحقيقة مَن يقود الحراك من الخارج، وتحديدا ماهر شرف الدين المقيم في اضخم الفنادق الاميركية منذ ٢٠١١ بعد ان مكث في بيروت لسنة، ومعروف بعلاقاته بالمحافظين الجدد في الادارة الاميركية، وهو وراء تأمين الاتصالات للشيخ حكمت الهجري مع عدد من نواب الكونغرس الديموقراطيين والجمهوريين في الايام الماضية، كما انه يطل على الشاشات من اجل اللقاءات والاحاديث الصحافية معه، حيث يطالب بضرورة الحماية الاميركية والدولية لدروز جبل العرب، معتبرا ان ذلك لا يتم ذلك الا من خلال منطقة حكم ذاتي “دويلة درزية “، تمتد من منطقة الزرقاء في الاردن عبر ممر يطالب قادة الحراك بفتحه مع الاردن، وصولا الى السويداء وجبل الشيخ وشبعا وحاصبيا، يكون شبيها بدويلة جيش لبنان الجنوبي، ويتزعمها ضابط درزي سوري منشق كانطوان لحد، وكشف هؤلاء عن ذلك ببيان الضباط المتقاعدين .

 

وفي المعلومات، ان الادارات الاميركية والفرنسية والبريطانية متوافقة على تقسيم سوريا وتنفيذ مخطط “برنار لويس”، باعادة تقسيم المنطقة طائفيا “حكم ذاتي”، وتحديدا للاكراد والدروز، وهذا المخطط قاتله سلطان الاطرش، وجد حكمت الهجري الذي اعدمه الفرنسيون، والشهيد كمال جنبلاط ودروز لبنان عام ١٩٨٢.

 

وفي المعلومات ايضا، ان الاتصالات تتوالى في قاعدة التنف الاميركية لوضع هذا المخطط التقسيمي موضع التنفيذ، وكشف الاعلامي في “الجزيرة” فيصل القاسم ان الشيخ الهجري انتقل الى قاعدة التنف الاميركية، لاجراء الاتصال مع السناتور الاميركي فريتش اليش وهذا ما نفاه شرف الدين، فكل ذلك يكشف عن خلافات بين المعارضين انفسهم على من يتولى القيادة والاستثمار والتصرف بالاموال.

 

وتقول المعلومات، ان مشروع الدولة الدرزية تم مناقشته ايضا عام ٢٠١٢ في تركيا، عبر مؤتمر درزي شامل حضره ممثلون من سوريا وفلسطين، بينهم مندي الصفدي مستشار نتنياهو، بالاضافة الى مندوبين واكاديميين يمثلون دروزا من فرنسا وبريطانيا واميركا، وفي المعلومات ان المخابرات التركية كشفت مضمون النقاشات كلها وعممتها.

 

واللافت حسب المعلومات، ان شرف الدين بايعاز من المخابرات الاميركية حاول مع المحتجين رفع مستوى تحركاتهم، ونقلها الى مناطق عديدة في جبل العرب، صلخد والقرية بلدة سلطان الاطرش، وانزال صور حافظ وبشار الاسد، على ان تلاقيها تحركات في درعا ودمشق، لاخذ الامور الى لعبة الدم وقلب الطاولة، وتعميم ذلك على وسائل الاعلام العالمية، بالتزامن مع اجتماع الرئيس بشار الاسد مع الرئيس الصيني لارباكه، لكن هذا السيناريو فشل كليا نتيجة محدودية المشاركة يوم الجمعة الماضي وعدم التجاوب مع هذه الدعوات، رغم بيانات الدعم وشحذ الهمم من لبنان وفلسطين وفاعليات درزية اغترابية.

 

واشارت المعلومات الى انه بالاضافة الى شرف الدين وادواره، لعب مالك ابو خير المعروف بارتباطه بالمخابرات الفرنسية، دورا بارزا مع كمال اللبواني الداعي للسلام والصلح مع الكيان الصهيوني، ويجاهر باجتماعاته بالضباط الدروز في “الموساد”، الذين يشرفون على ما يجري في ساحة السويداء، كما شارك بالاتصالات مشهور حمشو “الكردي”، ومالك كرباج وشخص من آل ابو حمدان، وهؤلاء جميعهم خارج سوريا، ولهم ادوار متعلقة بالاحداث منذ ٢٠١١، وتولوا التنسيق مع التنظيمات الارهابية في الداخل والخارج .

ولفتت المعلومات الى ان “الموساد الاسرائيلي” عبر ضباط مخابرات “اسرائيليين” دروز، دخلوا على اللعبة في السويداء، وكشفت معلومات ان مشايخ العقل الدروز الثلاثة في سوريا، ابلغوا الدولة مرات عدة عن وصول كميات كبيرة من المال من فلسطين المحتلة عبر شبكات معروفة، وكان حجم المبلغ كل مرة يتجاوز الـ ٥ ملايين دولار تحت بند المساعدات الاجتماعية، وآخر الدفعات ارسلت لشراء السلاح، هذه المسألة معروفة لدى الجميع في لبنان وسوريا والاردن وفلسطين.

 

وبرأي المصادر الدرزية ان الامور في السويداء بدأت تأخذ منحا خطيرا جدا، مع تحوّل المطالب الاجتماعية المحقة الى مطالب سياسية تدخل الدروز في نفق مظلم لا يعرفون كيف يخرجون منه، وقد يكلفهم وجودهم؟ خصوصا ان الاردن رفض المشروع كليا ورفض فتح اي معبر على السويداء، رغم ضغوط واشنطن ولندن وباريس، ويبقى الدعم الاكبر من قطر وتوزيع عشرات ملايين الدولارات، وهذا ما يؤمن “المناسف” والوجبات الساخنة اليومية وكل ما يطلبه المحتجون، وتصل تكاليف اليوم الواحد الى ٢٠٠ الف دولار، من دون الاموال للذين يداومون يوميا، فيما ان الاعلام والاعلاميين لهم موازنة مسستقلة.

واللافت، تضيف المصادر ذاتها، ان اهالي السويداء بدأوا يلمسون مظاهر “النعم” والبذخ والثراء على قادة الاحتجاجات، وبدأوا يشعرون بالخطر الداهم والخوف من المستقبل ولعبة المشاريع الجهنمية، وبعيدا عن التسريبات فان ساحة السويداء ” الكرامة”، كما يطلق عليها المحتجون مقفلة فقط، وباقي احياء السويداء تعيش الحياة العادية الطبيعية، لان المحتجين لم تصل اعدادهم الى ٢٠٠٠ شخص، في محافظة يبلغ عدد سكانها ٧٧٠ الف مواطن معظمهم من الدروز، بينهم ٥٠ الف بعثي جاهزون للقيام بتحركات مرفوضة من القيادة السورية، فيما تجاوز عدد شهداء الجيش العربي السوري من اهالي جبل العرب الـ ٧ آلاف شهيد والآلاف من الجرحى، اما مساحة الجبل تبلغ ٥٥٠٠ كلم مربع .

وفي ظل هذه التطورات، فان الدولة السورية اخذت قرارها الحاسم لجهة ترك المحتجين، وعدم التعرض لهم او استخدام العنف، ولن يتم ادخال الجيش الى السويداء رغم الاستفزازات للحواجز، فيما تواصل المسؤولون مع شيخي عقل الطائفة الدرزية الحناوي وجربوع لم ينقطع، وكذلك مع فاعليات الجبل. وقد ابلغ الشيخ الحناوي المشايخ في لبنان وسوريا: “نحن مع المطالب المحقة والتحركات الاجتماعية تحت سقف الوطن، وعلى الدولة معالجة هذه الازمات”.

You might also like