شو الوضع؟ زيارة الوفاء لعكار وشهداء الجيش و13 تشرين… الرئيس عون: الشهداء أحيوا لبنان بدمائهم والوزير باسيل يذكّر بأهمية اللامركزية لعكار وبمسؤوليات ميقاتي والأمنيين تجاه ضبط النزوح والحدود ويسأل: هل نأتي بأحدٍ منهم للرئاسة؟

إنها زيارة الأوفياء للأوفياء. حمل الرئيس العماد ميشال عون ورئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل الوفاء والإحتضان لعكار الأبيةِ والوفية، خزانِ الجيش وشهدائه الذين وقفوا إلى جانب بطل التحرير حتى آخر رمق وآخر شهيد وحموه بأجسادهم كما فعل جوزف رعد، فزهتْ رحبة وعندقت وشدرا والقبيات بمن حمل قضيتها في السيادة والتحرير، وكذلك في عدالة التمثيل النيابي والسياسي والإنماء عبر الدفاع عن قضاياها الحيوية، وفي طليعتها إعادة العمل بمطار القليعات.

ازدحمت قرى عكار يوم الأحد استقبالاً للرئيس المؤسس والوزير النشِط والديناميكي، فحضر متلزمو “التيار” ومناصروه ونائباه جيمي جبور وأسعد درغام والفعاليات البلدية والإجتماعية للتعبير عن الفرح والتضامن والتماسك في المواجهات المستمرة دفاعاً عن لبنان والدستور والوجود.

 

ومن رحبة شارك الرئيس عون وباسيل في القداس الذي أحياه المتروبوليت باسيليوس منصور، ومن بعدها ذكّر بالوفاء للشهداء وبتضحياتهم في سبيل لبنان، مشدداً على أنه أتى ليكرّم “الشهداء الذين أحيوا لبنان بدمائهم وقاتلوا بكل فخر ولم يخافوا لا من بارودة ولا من مدفع، وكانوا مثالاً للشباب الشجاع”. وفي عندقت وضع عون وباسيل إكليلاً من الزهر على نصب شهداء الجيش، قبل الإنتقال إلى القبيات حيث زارا منزل الشهيد جوزف رعد الذي ارتقى في 12 تشرين دفاعاً عن العماد عون في محاولة الإغتيال الفاشلة التي نفذها فرانسوا حلّال.

 

وفي المواقف السياسية كان لباسيل كلمة شاملة فنَّد فيها هشاشة المتخاذلين في ملف النزوح السوري، والمصرين على الحوار الضبابي والمعطّل. وقد أكد باسيل أهمية المشاريع الإنمائية لعكار والشمال بدءاً من مطار القليعات إلى كهرباء قاديشا وسد الكواشرة وتأهيل معمل دير عمار، مشيراً في هذا المجال إلى أهمية اللامركزية التي تدفع بالإنماء قُدماً.

وفي الملف الأخطر على الوجود عبر النزوح السوري، ذكّر باسيل بتخاذل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي منذ العام 2011 إلى العام 2023 في اتخاذ الخطوات اللازمة لضبط النزوح. ولم ينسَ أن يشير إلى المسؤوليات الأمنية وتحديداً من جانب قائد الجيش في التساهل إزاء ضبط الحدود البرية في مقابل التشدد في الحدود البحرية لمنع النازحين من التوجه إلى أوروبا، مشككاً إزاء ذلك بالقدرة على تسلم الرئاسة سائلاً: “فينا نجيب منّن رئيس جمهورية”؟!

وقد رد باسيل على رئيس مجلس النواب نبيه بري في محاولة فرضه صيغة الحوار، مؤكداً أن طريقة التعاطي هذه لا تنفع مع “التيار” الذي يصر على رؤيته لكي يكون الحوار منتجاً وهادفاً.

 

على خط آخر ومن أستراليا حيث يتابع البطريرك بشارة الراعي جولته، كان رفعٌ لسقفِ مواقفه من سيادة الدولة ورئاسة الجمهورية، فشدد على أن “الكنيسة لم تترك لبنان وشعبه فريسة للاستكبار ولن تسكت عن تعمّد تغييب رئس الجمهورية المسيحي الوحيد في كل أسرة جامعة الدول العربية”. ولم ينس الراعي تذكير المنتشرين بمسؤولياتهم للتسجيل في دوائر النفوس حفاظاً على الوجود.

موقف الراعي أدى إلى رد من المفتي الجعفري أحمد قبلان الذي اعتبر أن “القضية في لبنان أن بعض المسيحيين لا يريد رئيساً مسيحياً”، مشيراً إلى أن “ما نعيشه منذ تشرين 2019 عبارة عن غزو أميركي طاحن بواجهات مختلفة، ولحظة الغزو ومعارك المصير البلد يحتاج الى كل بنيه، والتضامن والحوار ووحدة الحال ضرورة وطنية إنقاذية”.

وفي مواقف الثنائية الشيعية من الرئاسة جدد الشيخ نبيل قاووق موقف حزب الله، معتبراً “أن لبنان يحتاج إلى رئيس يخشاه العدو ولا يخضع للضغوط الأميركية”. وفي المقلب الآخر استبعد رئيس “القوات اللبنانية” سمير جعجع في حديث صحافي “إمكان إجراء انتخابات رئاسية في الوقت القريب رغم المساعي السعودية والقطرية لان دود الخل منو وفيه”، في إشارة الى التعطيل اللبناني الداخلي”.

 

وكان لبنان شهد أمس حدثاّ ديبلوماسياً وسياسياً بالإحتفال بالعيد الوطني السعودي في وسط بيروت، والذي تميز بالمواقف المعروفة للرياض التي عبّر عنها السفير وليد البخاري، وأيضاً بمشاركة لافتة من رئيس “التيار الوطني” الوزير جبران باسيل التي طرحت من المراقبين أسئلة عدة عن تداعيات هذه المشاركة ومدى ربطها بالبحث عن حلول لأزمة الرئاسة، في موازاة الإنفراج بين السعودية وحزب الله على خلفية التقدم في المفاوضات اليمنية.

You might also like